قداسة البابا شنودة الثالث
الذين بنوا برج بابل
أرادوا العظمة والعلو. وقالوا (هلم نبن لأنفسنا مدينة، وبرجا رأسه في السماء ونصنع لأنفسنا اسمًا) (تك 11: 4) فكانت النتيجة أن الله بلبل ألسنتهم، وبددهم على وجه الأرض..
(تك 11: 7، 8) لأن الله لم يوافق على هذا الطموح الممتزج بحب العظمة والكبرياء
ولكن أسوا طموح، كان طموح الشيطان !!
هذا الذي كان ملاكا ورئيس ملائكة، هذا الذي لقبه الكتاب بالكاروب المنبسط المظلل. وكان كاملا في طرقه يوم خلق (حز 28: 14، 15).
وعلى الرغم من سقوطه استمر في طموحاته الشريرة.
حتى وصل به الأمر أنه من على جبل التجربة قال للسيد المسيح
له المجد، وهو يشير إلى جميع ممالك الأرض ومجدها
(أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي) (مت 4: 8، 9)
فانتهره الرب قائلا أذهب يا شيطان.
واستمر في طموحاته، يريد أن ينافس الله، ويضل الأمم الذين
في أربع زوايا الأرض (رؤ 20: 8) ويسبب الارتداد العظيم
الذي يسبق المجيء الثاني (2تس 3، 9) وبنفس هذا الطموح
الخاطئ عمل على إسقاط أبوينا الأولين، في الإغراء
على الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، قائلا
(تصيران مثل الله عارفين الخير والشر) (تك 3: 5).