عاشتMaria ، هذه الأرملة الشابة، في إحدى قرى البرازيل. توفّى زوجها وهو في ريعان شبابه، تاركا لها طفلة إسمها Christina .
كانت هذه الأرملة الشابة وإبنتها، يسكنان في غرفة متواضعة. فكانت هذه الأم تعمل في تنظيف البيوت، رافضة كل عروض الزواج التي قُدمت لها، إذ كان جُلّ همها أن تعمل بجدٍ ونشاط لكي تعيل نفسها وإبنتها Christina.
مرت الأعوام، وكبرت كرستينا واصبحت شابة جميلة جدا، ذات روح خفيفة وابتسامة جذّابة. حام حولها الشباب بكثرة، لكنها لم تبالِ بأي منهم، بل كانت تتكلم بإستمرار عن حلمها أن تذهب وتعيش في المدينة الكبيرة Rio De Janeiro.
كانت الأم في قلق مستمر من هذا الأمر، وكانت تقول لإبنتها " يا حبيبتي، ماذا ستفعلين هناك؟ فأنت لا تعرفين أحدا، فيترصد لك رجال السوء، ويعاملونك بقساوة، ليسلبوك شبابك، ويتركونك عندما لا ينتفعون منك . كان قلب تلك الأم يفيض بالخوف على إبنتها، لأنها علمت شرور تلك المدينة، وما قد يحدث لإبنتها هناك.
ذات يوم، عادة الأم، لتجد سرير إبنتها فارغا، وخزائنها كذلك. فلا شك بأن إبنتها، رحلت الى تلك المدينة الغريبة.
أسرعت تلك الأم، ووضعت بعض الثياب في حقيبة صغيرة، وهي تجري الى محطة القطار والدموع تملأ عينيها. إشترت تذكرت القطار، ثم أنفقت تلك الأم كل ما بقي لديها من المال في آلة التصوير الأوتوماتيكية. آخذت لنفسها العشرات والعشرات من الصور إلى أن نفذ كل مالها.
أخذت ماريا القطار وشرعت تكتب كلمات قليلة في خلف كل من تلك الصور. كتبت نفس الرسالة عشرات المرات، وعيونها تمتلئ بالدموع.
وصل القطار الى Rio De Janeiro، فنزلت ماريا وطافت تبحث عن إبنتها، لكن من غير جدوى، بحثت عليها في كل مكان، أخيرا... أخذت تسير من خمّارة الى خمّارة، وتلصق في كل مكان إحدى صورها، ثم ذهبت الى الفنادق ذي السمعة السئية، وفي كل مكان ذهبت اليه تلك الأم، لصقت صورها على لوحة الإعلانات. بعد أيام قليلة، وزعت ماريا كل صورها، فعادت حزينة الى قريتها وقلبها مكسور في داخلها.
مرت الأسابيع...، وذات صباح نزلت كرستينا السلالم في أحد الفنادق السيئة. لم تعد لديها تلك الإبتسامة الضاحكة، بل أصبحت عيناها تحكي قصة حزن وشقاء، وجسدها، يحكي قصة الذل والهوان.
وبينما هي في رواق الفندق، وقعت عيناها على صورة أمها على الحائط. امتلأت عيناها بالدموع وهي ترفع الصورة. مسكت تلك الصورة في يديها وهي ترتجف، ثم قلبت تلك الصورة، وإذ بهذه الكلمات مدوّنة عليها..." يا حبيبتي، لا يهمُ ماذا فعلتِ، أو كيف أصبحتِ. أرجوكِ، إرجعي إلي. إرجعي إلى بيتكِ" لم تحتاج كرستينا إلى دعوة أخرى، بل في تلك الساعة عينها رجعت إلى بيتها وأمها.
يقول الرب في الكتاب المقدس: قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. ارجع اليّ لاني فديتك.
صديقي، إن الرب يقول لك اليوم إرجع إليّ. لا يهم ما فعلت، أو كيف أصبحت. إن الرب يسوع قد فداك على الصليب، دافعا جزاء كــــل خطاياك. لذلك يقول إرجع إليّ، لأني قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. كما أن الغيم والسحاب الذين تراهما الآن، لن يكونا غدا، هكذا الرب يمحو خطاياك، إذا رجعت إليه بقلب تائب معترفا.
في هذا الشهر نحتفل بعيد الميلاد، وكما قال الرب يسوع بفمه المبارك: لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك. نعم لهذا السبب قد جاء المسيح، وهو لا يزال يقول لك اليوم: "إرجع إليّ لأني فديتك".