|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعتراض علي سفر نشيد الأناشيد و هل فيه غزل الفاضح و ألفاظ الجنسية والاعتراض علي سفر نشيد الأناشيد يشمل النقاط التالية: (1) صور الغزل الفاضح. (2) أنه حديث بين عشيقين. (3) الألفاظ الجنسية. أولاً: صور الغزل الفاضح الرد تعبيرات مجازية مأخوذة من العلاقة الشرعية الحبية المقدسة التي تربط العريس بعروسه لتعبر عن محبة الله لشعبه، هذه التعبيرات الحبية لا الجنسية كم يصورها البعض يقولون عن هذه العلاقة المقدسة أنها وليدة طبيعة مهتاجة بالشهوة البهيمية مما لا يمكن صدوره عن رب العالمين. العالمين؟ لمَ لمْ يسأل نفسه: كيف يمكن أن يخلق رب العالمين الجنس ذاته في الإنسان (رغم أن تعبيرات نشيد الأناشيد ليست جنسية أساسا)؟ ولماذا أوجد الله في الإنسان الميل الطبيعي إلى الجنس الآخر؟ ولماذا شرع الزواج والعلاقة الزوجية ؟ أليس الله هو الذى خلق هذه الأعضاء؟ هل الله يخلق دنساً؟ ثانياً: قولهم أنه حديث بين عشيقين من الاعتراضات أيضا على هذا السفر: يقولون أن هذا السفر أساسا هو حديث بين عشيق وعشيقته، فكيف يكون هذا وحيا من عند رب العالمين؟. الـرد الواقع أن السفر لم يتخذ تشبيها لعلاقة الله بالكنيسة من حديث بين عشيق وعشيقته، بل التشبيه المجازي مأخوذ من أحاديث بين عريس وعرسه. أي بين إثنين تربطهما علاقةُ حبٍ شرعيةٌ مقدسة. نعم نحن نؤمن أن المسيح في علاقته الحبية بالكنيسة التي هي جماعةُ المؤمنين تُشبَه بعلاقة الحب والارتباط التي بين العريس وعروسه. فقد قال يوحنا المعمدان "من له العروس فهو العريس أما صديق العريس فيفرح" (يو3: 29) لقد شبه المسيحَ بالعريس والكنيسة بالعروس وشبه نفسه بصديق العريس. وتشبيه المسيح بالعريس والكنيسة ـ التي هي جماعة المؤمنين ـ بالعروس، ورد في أماكن أخرى كثيرة في الكتاب المقدس، لا يتسع المجالُ لسردها. والمعنى الروحي وراء هذا التشبيه المجازي هو توضيح الرباط الحبي المقدس الذي يربط المسيح بكنيسته التي هي شعبُه إذ يقول لها "محبةً أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" (ار31: 3) ويقول الكتاب "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف5: 25) إنها ليست محبة جنسية شهوانية بل هى محبة باذلة مضحية "كما بذل المسيح وأسلم نفسه من أجلها". فهل في ذلك أيةُ غضاضة أو ابتذال فاضح؟؟!! ولنلاحظ أن الزيجة أرتباط دائم لا يفصله غير الخطية والله يريد أرتباطه بالبشرية أرتباط دائم والخطية هى التى تفصلنا عنه. ثالثاً: الألفاظ الجنسية يسوق المعترضون الأمثلة من كلمات سفر نشيد الأناشيد ليبرهنوا أنها عبارات جنسية مبتذلة، من ذلك: "ليقبلني بقبلات فمه" (1: 2) من عبارات سفر نشيد الأناشيد المعترض عليها أيضا: "ليقبلني بقبلات فمه ...". والاعتراض هنا: ما هذه القبلات أليست هذه جنسا فاضحا؟ الرد (1) لا ينبغي أن ننسى حقيقة هامة أساسية وهي: أن هذا الكلام هو بين عريس وعروس فهو كلام شرعي مقدس وليس علاقة غير شرعية مبتذلة. (2) بالإضافة إلى ذلك فهو تعبير عن المحبة الخاصة النقية، ونحن نقول في أقدس عباداتنا بفكر نقي خال من النجاسة: ّقبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة" أي عبروا عن محبتكم بمصافحة مقدسة وليس بقبلة غاشة كما فعل يهوذا الإسخريوطي الذي سلم المسيح ليد اليهود ليصلبوه، مما اضطر السيد المسيح أن يقول له "أبقبلة تسلم ابن الإنسان" (لو22: 48) فهل في هذه القبلات غزل فاضح نتاج طبيعة بهيمية مهتاجة كما يدعون؟؟!! أليست القبلات بين العريس وعروسه أو بين الزوج وزوجته شيئا غير فاضح أو مبتذل، فالفاضح والمبتذل هو ما يخص العلاقات غير الشرعية. أما تعبيرات العلاقة الشرعية فليس فيها شُبهةُ ابتذال. (3) المعنى الروحي لهذا التشبيه: إن الوحي الإلهي قد اتخذ من هذه العلاقة المقدسة بين العريس وعروسه تشبيها للتعبير المجازي عن العلاقة الشرعية التي تربطنا بالله في حب مخلص مقدس. (4) والواقع أن المعترضين يتجنون على سفر نشيد الأناشيد ويصورون لمن لم يقرأْه أنه كتابٌ من الأدب الهابط المبتذل. وحاشا لكلام الله من الابتذال. وإنما قد غلق على المعترضين فهم هذه التعبيرات الروحية المقدسة، وفَهَمَوها بحسب فكرهم الشخصي ولهذا قال الكتاب المقدس في (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 15) "كل شيء طاهر للطاهرين، وأما النجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهرا بل قد تنجس ذهنهم أيضا وضميرهم". . أ ـ في قول العروس: اسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى (نش1:2) من هذه الآية يتضح أنه لو كان السفر غزلا بين حبيبين فهل تقبل الحبيبة أن يشاركها فتيات أخريات في عشق حبيبها، هل تجردت من الغيرة والاحتفاظ بحب حبيبها لنفسها؟! لماذا إذا تقول "لذلك أحبتك العذارى"؟ أما المعنى الروحي لهذا الكلام: فهو أن النفس المؤمنة التي تتذوق حلاوة العشرة مع الله لا يمكن أن تهدأ إن لم تجذب آخرين معها ليتمتعوا بنفس النعمة التي تتمتع بها. هكذا فعلت المرأة السامرية التي تقابلت مع المسيح وتغيرت حياتها فهرولت إلى مدينتها السامرة وجذبت أهلها لكي يتبعوا المسيح. ب ـ تقول العروس: "اجذبني وراءك فنجري … نبتهج ونفرح بك … بالحق يحبونك". (نش1: 4) واضح أيضا من كلمات العروس أنها تشرك الآخرين معها في محبتها للعريس، فبعد أن تقول ّاجدبني وراءكّ نسمعها تقول بضمير المتكلمين: فنجري، نبتهج، نفرح بك. وتؤكد ذلك بقولها: بالحق يحبونك. كيف يكون هذا غزل شخصي والكلمات تحمل معنى الشركة المقدسة فجميع المؤمنين المحبين لله معنيين في هذا الكلام. إذن ليس هو موضوع غزل فاضح كما يزعم المعترضون!! ج ـ في قول العريس للعروس ارع جداءك عند مساكن الرعاة (نش1: 8) كيف يكون هذا غزل وهو يسمح لحبيبته أن تذهب إلى الرعاة. ألا يغار عليها؟ ألا يريد أن يحتفظ بحبها لنفسه فلا يرضى أن تفارقه لحظة ولا طرفة عين!!! المعنى الروحي الذي غاب عن المعترضين هو أن العريسَ السماوي السيد المسيح إنما ينصح النفسَ التي ترتبط به بأن تذهب إلى الكهنة والخدام رعاة الدين لكي ترعى حياتها هناك تحت إرشادهم. وهناك العبارات الكثيرة في السفر من هذا القبيل التي ترد على اتهامات المعترضين بالدليل القاطع أن هذا السفر لا يمكن أن يكون غراما بين عاشقين على المستوى الجسدي الجنسي، الذي فهمه خطأً السادة المعترضون!! وإنما هو سفر مقدس بمعانيه السامية في تعبيرات مجازية لا يدركها الجسدانيون الشهوانيون فكل شيء طاهر للطاهرين. في الإيمان المسيحي فإن هذه العلاقة بيننا وبين الله هي علاقة حب قوي. فنرى الكتاب يقول: "هكذا أحب الله العالم" (يو3: 16)، وأيضا "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا" (1يو4: 19) وعلى هذا المنوال نسج سفر نشيد الأناشيد مستخدما التعبيرات المجازية للمحبة الشرعية بين العريس وعروسه ليظهر بها عمق محبة الله للبشر. أ فتعتبر هذه التشبيهات الشرعية تشبيهات فاضحة مبتذلة؟!! أوصاف أعضاء جسد المرأة فى سفر نشيد الأناشيد لابد أولاً أن نعرف أن الله هو الذى خلق هذه الأعضاء وبالتالى هى اعضاء غير دنسة لأن الله لا يخلق دنساً لكن نظرة البشر لهذه الأعضاء هى الملوثة بالخطية بعد السقوط فالعيب فى نظرتى للأعضاء وليس فى الخلقة وبالتالى هذه الأعضاء التى خلقها الله لها عمل مقدس ويمكن أن نرمز به فى الأمور المقدسة وقبل أن أتكلم عن تفسير ألفاظ سفر نشيد الأناشيد التي غلق فهمها على الغلفاء وغير المختونين بقلوبهم، على رأي القديس استفانوس رئيس الشمامسة (أع7: 51) أجد لزاما عليَّ أن أوضح أمرا هاما أساسيا قد أشار إليه القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح (2: 11ـ15) قال: "مَنْ مِنَ الناس يعرف أمور الانسان، إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله، ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات، ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه، لأنه إنما يحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من أحد" (1كو2: 11ـ15). فلكي نفهم تعبيرات سفر نشيد الأناشيد، يجب مقارنتها بآيات أخرى من الكتاب المقدس، لتوضيح معانيها "قارنين الروحيات بالروحيات". والواقع أن صفات العروس قد وردت في الاصحاحين (الرابع والسابع) من سفر نشيد الأناشيد. وإليك المعاني الروحية التي تشير إليها هذه الألفاظ من واقع مقارنتها بآيات الكتاب المقدس الأخرى: 1ـ الرأس: تشير إلى الحكمة كما ذُكر في (أمثال4: 7و9) "الحكمة هي الرأس فاقتن الحكمة ... تعطي رأسك إكليل نعمة، تاج جمال تمنحك" . 2ـ الشَّعر: يرمز إلى العناية الإلهية بالإنسان: فقد قيل في (متى10: 30) "وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" . 3ـ العينان: ترمزان إلى البصيرة الروحية، كما وضح معلمنا يوحنا في رسالته الأولى (إصحاح5: 20) "ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق" . الخدُّ تحت النقاب: [أي تحت الحجاب أو البرقع] يرمز إلى إمتياز البهاء (خروج34: 29) "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء .. لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه .. فإذا رأى بنو اسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه" . 5ـ الفم: يرمز إلى الحديث بما يرضي الله. (مزمور19: 14) "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك" . 6ـ الشفتان: ترمزان إلى التسبيح والاعتراف باسم الرب (عبرانيين13: 15) "ولنقدم به في كل حين ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" . 7ـ الأسنان: ترمز إلى هضم كلمة الله (أرميا15: 16) "وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي ..." . 8ـ العنق: يرمز إلى قوة الإيمان ففي (أيوب41: 22) "في عنقه تبيت القوة ..." ولهذا وصف عنق العروس ببرج الأسلحة والمجان ( نشيد الأناشيد4: 4) . 9ـ الثديان: يرمزان إلى التغذية الروحية من العهد القديم، والعهد الجديد، وهما ثديا الأم الروحية الكنيسة عروس المسيح، ففي سفر أشعياء يقول: (أشعياء66: 11) "لكي ترضعوا من ثدي تعزياتها" . 10ـ البطن: ترمز إلى الحياة الباطنية أي الانسان الباطن أو الداخلي كما يقول بولس الرسول في: (أفسس3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" . 11ـ السرة: ترمز إلى الفطامة الروحية: فقطع الحبل السري بعد الولادة يعطي للمولود حياة، تعتمد على ما يحصله بالفم، وليس عن طريق الحبل السري، وينبغي مقارنة ذلك بما قيل عن المولودة اللقيطة في (سفر حزقيال إصحاح 16: 4) "أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ..." بل تركت للموت. 12ـ دوائر الفخذين: (أي مفاصل الساقين): The joints of your limbs are like jeweled chains, the work of a master hand. والمفاصل في جسم الإنسان هي الروابط التي تربط أعضاء الجسم بعضها ببعض، وهي ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء جماعة المؤمنين كجسد واحد. وهذا ما وضحه بولس الرسول عن دور المفاصل في تركيب الجسد، إذ قال "ننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس، فبه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله، وتكامل بنيانه بالمحبة" (أفسس4: 15و16) ـ الرجلين: ترمزان إلى السعي للخدمة ببشارة السلام كقول الرسول بولس في (رسالة أفسس6: 15) "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام" . هذه هي معاني ومدلولات أجزاء الجسم التي يقول المغرضون أنها ألفاظ هابطة. فقد اتضح لنا سمو الإشارة وبلاغة التعبير للمعاني السامية التي تعبر عن ترابط جسد الكنيسة المقدسة كعروس روحية للمسيح. أخيراً الله يريد أن تكون علاقته بالأنسان علاقة دائمة لا يفصلها إلا الخطية كما أن العلاقة بين العروسين علاقة دائمة لا يفصلها إلا الخطية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نشيد الأناشيد |
الحب في سفر نشيد الأناشيد |
نشيد الأناشيد |
الحب في سفر نشيد الأناشيد |
تأملات في سفر نشيد الأناشيد |