بُناء على ما أعلنه كاتب سفر التثنيّة نجد أنّ حُبّ الله بلغ إلى هذا الحد غير المسبوق، بل وصلت رغبته في التقرب إلى الإنسان إلى حد بذل ذاته بالكامل في الابن من أجل خلاصه. هذا العنصر أيضًا لم يسمع به أحد من قبل! ومن هنا سنسمع صوت الابن في وعده الّذي يُحققّ في ذاته لفظ "العمانوئيل" كما يكشف متّى الإنجيلي (راج 28: 16- 20) «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت 28: 20). من خلال لفظ "العمانوئيل" هذا، يظهر يسوع وجه الله الآب، ولكن يظهر أيضًا وجه الله الثالوث الّذي يعمل بيديّه، من خلال الابن والرّوح القدس. الإبن وهو بمثابة الكلمة والرّوح وهو بمثابة الحكمة. لقد بذل الابن حياته، ثمّ نال «إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض» (مت 28: 18). وهذا السلطان ناله بقدرة الله الآب، وهو ما رغب عدو الخير أنّ يتممه إلّا أن يسوع إعتمد على أبيه قبل بدء رسالته وهو على جبل التجربة (راج مت 4: 8). ينال الابن هذا السلطان الإلهي الآن من الآب على جبل آخر وهو جبل الجليل، بفضل الله الآب.