عاش داود متمتعًا بعشرة الله منذ أن كان صبيًا يرعى الغنم، وكان يطلب الله في كل ضيقة، فينقذه ويسنده، كما قتل الأسد والدب، وبعد ذلك جليات، ثم المئات من الفلسطينيين الأعداء. ولكن بعد سقوطه أيقن أنه غير مستحق للتمتع برؤية الله، ولكن إذ تاب تجددت الأشواق داخله لعشرة الله، فترجاه ألا يطرحه من أمام وجهه؛ لأن رؤية الله وعشرته هي الحياة بالنسبة لداود.
إن روح الله الذي سكن في داود، وأعطاه النبوة، وكذلك حكمة قيادة المملكة كملك، وقوة الحرب والنصرة، والحكمة لتطبيق العدل في القضاء، كل هذا لم يعد داود مستحقًا للتمتع به بسبب سقوطه في الخطية. ولكنه مازال ملكًا، وقائدًا حربيًا، وقاضيًا، بل كإنسان روحي محتاج لروح الله الذي يوجهه، وينخسه إن أخطأ، ويعطيه مواهب وقدرات يحتاجها حتميًا، ولذا ترجى الله ألا ينزع روحه القدوس منه.