عيَّر الأعداء كاتب المزمور بأن إلهه قد تركه، إذ هو متغرب عن أورشليم، ومطرود ومنفى، فهو في ضيقة والله لم ينجده. فهم يشككونه في وجود إلهه، أو قوة إلهه في قدرته على إنقاذه.
لم يهتز إيمان كاتب المزمور، بل استمر في صلواته نهارًا وليلًا، وكانت صلواته من قلبه، فامتزجت بدموعه التي تعبر عن أشواقه لله، وحزنه من أجل الضيقة التي يعانى منها. فامتزجت الأشواق والأحزان بشكل عجيب معًا، بل وامتزجت مع إيمانه أيضًا، فاستمرت صلواته. وهذه الصلوات لم ينشغل عنها بالكلام مع الناس، أو أعمال الحياة التي تتم في النهار، ولم تتوقف أيضًا بالنوم أثناء الليل. بل إن أشواق قلبه استمرت، وغطت كل شيء في النهار والليل. ومن فرط شعوره بأهمية الصلاة والدموع صارت ضرورية لحياته مثل الخبز، فلا يستطيع أن يستغى عنها. وقال "خبزى" وليس مائى، فمن يأكل خبزًا وهو عطشان يزداد عطشه، كذلك كلما استمرت صلواته ودموعه، يزداد اشتياقه نحو الله.