القديسه العذراء بوتامينا الشهيده بالأسكندريه

[Marina Greiss]

كانت بوتامينا خادمه بسيطه في منزل أحد الأثرياء الوثنيين الأشرار .وكان معروفا عنه الفجور . ورغم نقاؤها الظاهر لكل من يراها . الا أنها لم تسلم من محاولات مخدومها . وكلما حاول هذا السيد عديم الضمير أن يستميلها اليه !! كانت تأبي أن تزل قدمها الي الخطيئه .. وترفض عروضه بكل طهاره وقداسه .. فأدرك أنها مسيحيه من تصرفاتها . وهي بدورها لم تنكر هذه الحقيقه .
وكانت مصر ترزح ـ في تلك الأونه ـ تحت نير الأضطهاد الوثني للمسيحيه .. فخيرها مخدومها الظالم بين أن تستجيب لرغباته الدنسه .. أو يبلغ الحاكم الوثني .. مدعيا أنها تهين الامبراطور والهته وتلعنها . ولم تخف الفتاه الصغيره من تهديده بل أعلنت ايمانها بكل قوه وصلابه متمسكة بمسيحيتها ورافضه كل أغراءاته الماديه .
وذهب المخدوم للوالي وكان يعلم أنه يمر بضائقه ماليه .. فطلب منه أن يضغط علي الفتاه المسكينه للرضوخ لأوامره . وفي حالة نجاحه في مهمته يجزل له العطاء من المال ... وأستجاب الوالي العديم الضمير لطلب الثري .! وأستدعي الفتاة الطاهره وعرض عليها العرض المخزي والا تعاني مر العذاب حتي الموت ..
لكن المحاولات والتهديدات التي أراد الوالي أن يرعبها بها .. لم تجد صدي لدي الفتاة القديسه .. وحتي مثولها للمحاكمه .. أعلنت ايمانها بقوة وصلابه . وعندما أدرك الحاكم أن المنحه الموعود بها من الثري قد ضاعت من يديه ..جن جنونه .. وأمر بملء قدر بالقار ( الزفت ) وأن يرفع علي النار حتي الغليان وتسقط الفتاه المسكينه فيه ..
وأتجه اليها ـ للمرة الأخيره ـ وقال لها : " هذا هو العقاب ان لم ترضخي لأوامر الحاكم " . فردت عليه القديسه الصغيره قائله : " ما عاذ الله أن أستمع لكلام حاكم فاسق يحض علي الرذيله . وأفقد خلاص نفسي ".
هنا أمر الحاكم جلاديه بأن يخلعوا عن الفتاه الصغيره القديسة ملابسها ويضعوها في القدر المغلي .. فصرخت الفتاة وقالت للحاكم : " باءسم الأمبراطور الذي تبجله وتهابه اتركني أنزل بملابسي .. ولا تنزعها عني " . فأستجاب الحاكم لهذه الرغبة الأخيره ..
فأنزل الجلادون الفتاة في القدر المغلي حتي رقبتها . وهنا صعدت روحها الي ربها الذي ظلت تلهج باسمه المقدس .. طالبه معونته في شهادتها ورغم موتها لم يتركها الجلادون بل ظلوا يدفعون بها داخل القدر المغلي حتي غطي السائل القاتل رأسها .. وقد شهد القديس الأنبا أنطونيوس الكبير هذه الشهاده المقدسه بالأسكندريه .. وقد حكاها القديس أسيذوروس .. وكان متأثرا غاية التأثر بما رأت عيناه ..