وقف يسوع على الشاطئ
صلاة البدء
يا يسوع ربنا، بقيامته وصلت إلى الشاطئ، إلى الميناء. وصلت إلى الآب. أما نحن تلاميذك فمازلنا في البحر نصارع أمواجه، وفي الليل نحاول أن نخرج منه. أما أنت فوقفت وقفة القيامة، في الصباح، على الشاطئ. من حيث إنك متَّ متَّ مرّة واحدة. ومن حيث إنك حيّ فأنت حيّ إلى الأبد. ونحن ننتظر أن نصل إليك إلى الشاطئ فقد خطانا.
قراءة النصّ
يو 21: 1- 14
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية.
- لماذا عاد بطرس ومعه التلاميذ إلى الصيد؟ هل عاد بطرس إلى ما كان عليه قبل دعوة يسوع؟
- ماذا حدث بين الليل والصباح؟ ولماذا هذا النجاح العظيم بعد الفشل الكبير؟
- هيّأ يسوع الفداء لتلاميذه. وهو يهيّئه لنا بعد قيامته. أي غداء هو غداؤنا؟
دراسة النصّ
تراءى يسوع في الجليل في زمن الفصح. دخل في عالم "المنظور" بملء ارادته، وبمبادرة منه. فلو لم يأتِ إلى الشاطئ، لعاد التلاميذ إلى مهنتهم القديمة وكأن شيئًا لم يكن خلال هذه السنوات الثلاث التي شوها مع المعلّم، تراءى يسوع مرة أخرى في المرة الأولى جاء ووقف في الوسط. يسوع هو الذي يبادر ويجيء في كل مرة. ونحن نذهب إلى لقائه نعرفه كما عرفه التلميذ الحبيب، ونرمي بنفوسنا في البحر كما فعل سمعان بطرس.
تراءى يسوع. يرد هذا الاسم تسع مرات في هذا المقطع ذاك الذي عرفوه على طرقات الجليل والسامرة واليهودية، ذاك الذي رأوه مائتًا على الصليب، هو الآن هنا، وسيرى فيه التلميذ الحبيب: الربّ هكذا يُسمّى يسوع بعد القيامة وعلى ضوء القيامة. الكنيسة كلها هنا من خلال التلاميذ السبعة، والسبعة رقم الكمال، سمعان بطرس هو وحده هنا بدون أخيه ندراوس. وابنا زبدى. وهكذا ارتبطت بداية رسالة يسوع بالنهاية، بالقيامة. وستبدأ رسالة الرسل. ولن ينجعوا إلاّ إذا كان يسوع معهم. ولكنهم ما عرفوا أن ذاك الذي على الشاطئ هو يسوع. فذاك الذي قام من الأموات، سيقيم تلاميذه، فينقلهم إلى معرفته. يحوّلهم يرفعهم إلى مستوى القيامة.
يسوع هو هنا، عندئذ ينجح المشروع، ويتم الصيد العجيب. ولكن علينا أن نطيع أمره، وإن كانت الأمور غير ما نراها. ألقوا الشبكة "فوجدوا" وجدوا شيئًا وبالأحرى وجدوا يسوع. طلبوه في القبر الفارغ، ولكنه لم يُعد هناك. فهو يقف حيث يكون التلاميذ. بل هو يدعوهم إليه، يجتذيهم كما يجتذيون السمك. فيصلون إلى حيث وصل هو. في معجزة تهدئة العاصفة، كاد بطرس يغرق. أما هنا فارتمى في البحر ولم يغرق، وستر عريه. عري خطيئته. ليس ثوب العماد من جديد، ثوب التوبة، بانتظار أن يعلن محبّته ليسوع. محبّته المثلّثة.
ودعا يسوع التلاميذ إلى الطعام، وطلب منهم: هاتوا من السمك الذي احضرتموه. القدرة قدرة يسوع، واليد يد التلاميذ ونحن نعمل مع يسوع وهو يمسك بأيدينا، ويعلن أن الصيد صيدنا مع أنه صيده. كم نحن كبار في نظر يسوع! وقدرته لم تسمح بأن تتمزّق الشبكة التي تدلّ على الكنيسة. وقدرته ما زالت حاضرة اليوم، فتنبهنا من اليأس والقنوط والتنازل. فالربّ الذي التقى رسله على شاطئ البحيرة، ما زال يلتقي بنا فنعرفه، وتمطي إليه بصيدنا الوفير الذي هو في الواقع صيده.
التأمّل
نتأمل في نقطة من هذه النقاط ونسأل نفوسنا: حين نحسّ بغياب يسوع، ماذا يكون موقفنا؟ وحين تأتي الظلمة والليل، كيف تنصرّف؟ وحين يطل الفشل، وحين يطل ويطول، ماذا نفعل؟
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وممّا شاركنا فيه، فنفهم مسيرة يسوع بعد القيامة معنا القارب قاربه، وهو يدلّ على الكنيسة، والتلاميذ تلاميذه. قد يبدو بعيدًا ولكنه قريب قد يبدو وكأنه تركنا، ولكنه في الواقع الحاضر وهو يعرف متى يكشف عن نفسه فجعلنا نراه ونتعزّى بحضوره. ولكنه سيختفي عنّا كما فعل مع تلميذي عماوس.
تأوين النصّ
بدا هذا الترائي في البداية (آ 1) وفي النهاية (آ 14) على أنه ظهور. وهكذا بدا التواصل، رقم الاختلاف بين ظهورات يسوع حين كان على الأرض، وبين ظهوره في القيامة في عرس قانا الجليل أظهر مجده (2: 11). وفي الصلاة الأخيرة جاء المجد من الآب.
بين صيد تحدّث عنه لو 5: 1- 11 ساعة اختار يسوع تلاميذه فتركوا كل شيء وتبعوه، وبين هذا الصيد بعد القيامة، نرى عملاً واحدًا ليسوع يمتدّ في الزمان وما بعد الزمان: صيد ليليّ لا نجاح فيه، قام به بطرس ورفاقه. تدخّل عجيب من يسوع.
غاب الربّ ففهم التلاميذ أن عملهم عقيم غاب الرب فأحسّوا بخيبة الأمل. ولكن جاء يسوع فنبدّل كل شيء. هذا ما حدث أيضًا للتلميذين على طريق عماوس. ما عرفوه. فقد تبدلّ كل التبدّل بالقيامة. ولكنه سوف يبدّلهم فيعرفونه، يكشفون حضوره. يتحقّقون من عمله فيهم وفي عملهم. وفي ساعة الغداء بعرفون أنه الربّ.
صلاة الختام
الصلاة الربية أو ترتيلة