رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يتحدث عن موته وآثاره (ع 27: 36): 27 اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ، 28 أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». 29 فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». 30 أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 31 اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. 32 وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». 33 قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. 34 فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 35 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. 36 مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ. ع27: المقصود بالنفس هنا هو مركز الانفعالات العاطفية، المسيح يعلم ساعة صلبه وموته واقترابها، لكنه كإنسان كامل، يعبّر عن مشاعره الإنسانية بالاضطراب، فهو بين أمرين هامين: أمر ترفضه النفس البشرية العادية، وهو الموت الذي سيخضع له ليتمم فدائنا، ثم ينتصر عليه بقيامته لإتمام خلاصنا، وبين ما تريده الروح البارة والخاضعة للآب السماوي في تدبيره. ولهذا، كان الجزء الثاني من الآية "ماذا أقول... نجنى من هذه الساعة؟" وكأن الروح تعلم، وتجيب وتقوّى النفس على انفعالها، مؤكدة أن من أجل هذه الساعة، التي تتعلق بها كل البشرية، أتى المسيح. ع28-29: يقول القديس ذهبي الفم وأغسطينوس أن إرادة الابن هي تمجيد اسم الآب، والطريق هو الموت والألم وفداء البشر الهالكين، واقتيادهم للسماء، فيمجدون اسم الآب على الأرض، ثم في السماء، تمجيدا أبديا، فيرد الآب على الابن: "مَجَّدْتُ وأُمَجِّدُ"، ومعناها أنه من خلال حياة المسيح وشهادته المتكررة عن الآب، وتعاليمه عن العلاقة السرية بينهما، وصنعه المعجزات، مجد الابن الآب بهذه الطريقة، ومجد الآب ابنه الوحيد بالشهادة له أيضًا. فالآب أعلن مجد الابن: أولًا: في المعمودية (مت 3: 17). ثانيا: في التجلي (مت 17: 5). ثالثا: في هذه الآية "مَجَّدْتُ وأُمَجِّدُ". فالمجد بين الآب والابن مجدا واحدا ومتبادلا (يو 13: 31، 32؛ ص 14: 13). "وأُمَجِّدُ": تعني صعود المسيح للسماء. أما الجمع، فعندما سمعوا هذا الصوت، اعتقد البعض، بسبب المفاجأة وعدم التوقع، أنه صوت رعد؛ أما البعض الآخر الذي ميز الكلمات، فظنوا أنه صوت ملاك من السماء. ع30: أجاب المسيح على من ظنوا أن ملاك يكلمه، قائلًا إن هذا الصوت لكم أنتم لتؤمنوا، فأنا لست في احتياج له، ولا أشك في مجد اسم أبى أو مجدى، بل لإزالة شكوكم أنتم نحوى. ع31: "دينونة هذا العالم": ليست الدينونة الأخيرة، ولكنها دينونة رفض المسيح، ودينونة العالم الوثني، ودينونة مملكة الشيطان الذي امتلك زمام الأمور في العالم، فإنها دينونة إعلان إثم العالم كله. "يُطْرَحُ... خارجا": أى، نتيجة الدينونة الأولى، يتقيد الشيطان في سلطانه على العالم - بصلب المسيح - ويُطرح خارجا؛ وهذا ما فسره القديس بولس عن عمل المسيح على الصليب نحو الشيطان "إذ جرد الرياسات، والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه" (كو 2: 15). فلا سلطان إذن للشيطان على أبناء الله المؤمنين باسمه والعاملين بوصاياه. ع32-33: "إن ارتفعت عن الأرض": بالصليب معلقا، أجذب لنفسى ولأعلى الجميع. فالإنسان دون المسيح مكبل بقيود الخطية والحياة المادية، ولكن بالمسيح، وفي الصليب فقط، يجتذب هذا المصلوب كل ضحايا رئيس العالم الشرير، ليضمنا في حضنه وإلى صدره إلى أعلى، لنتحرر من كل ما هو من أسفل، ونتمتع بالحياة معه، التي تبدأ هنا ولا تنتهي هناك. ع34: واجهت الجمع صعوبة، وهي إشارة المسيح إلى موته معلقا من جهة، وبين ما تعلموه من الناموس من أن مُلك المسيح مُلك أبدي أرضى (دا 7: 14؛ مز 110: 4؛ إش 9: 7)، والمشكلة في الفهم الخاطئ. إن كل النبوات تتكلم عن الملكوت الروحي الأبدي للمسيح، وليس الزمني. وهذا هو سبب قوله لبيلاطس فيما بعد: "مملكتى ليست من هذا العالم" (يو 18: 36). "من هو هذا ابن الإنسان؟": سؤال تعجبى! فالمسيح استخدم هذا التعبير عن نفسه مرارا، وهو نفس التعبير الذي استخدمه دانيال في نبوته لوصف المسيح (دا 7: 13). إذن، ماذا تقصد بهذا الاستخدام؟! فهل أنت المسيح الأبدي، أم أنك إنسان عادي قابل للموت؟ ع35: أجاب المسيح إجابة غير مباشرة، مشيرا إلى اقتراب موته، واصفا نفسه بالنور، وهو ما سبق وقاله في (يو 8: 12). وأيضا يحثهم على اغتنام الفرصة في التمسك بهذا النور، لئلا يدركهم الظلام برفضهم لهذا النور. ع36: لا زال المسيح يحثهم على الإيمان به، واستغلال فرصة تواجده معهم، حتى لو كانت قليلة. ويضيف أيضًا أن من يتبعه في طريقه، ويطيع وصاياه، يصير هو ابنا للنور، أي حاملا خصائص النور الحقيقي، عاكسا لهذا النور لكل من حوله. † فيرى الناس في الإنسان المسيحي البر والطهارة والأمانة وسائر الفضائل. فهل نحن كذلك؟ "ثم مضى واختفى عنهم ": تفيد نهاية الحديث، واختلائه بنفسه بعيدا عن الجموع، كما جاء في (ص 8: 59). وقد اعتاد الرب يسوع، خلال حياته على الأرض، على هذه الخلوات الروحية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أرادوا المسيح حتى بعد موته |
المسيح لم يرَ في موته فسادًا |
رفض المسيح لفكرة موته |
كان المسيح قويًا بعد موته |
أغرب منبه يمكن أن تراه ’’ منبه يمزق أوراقك حتي تستيقظ ’’ !! |