منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2024, 02:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,063

أعطى بولس توصية هنا فجاء الإرشاد مرافقًا للكلام الهجوميّ على هؤلاء الضالّين




أناس فسدت عقولهم وأضاعوا الحقّ

أعطى بولس توصية هنا، فجاء الإرشاد مرافقًا للكلام الهجوميّ على هؤلاء الضالّين الذين يعتبرون نفوسهم معلِّمين. لهذا جاءت آ2ج-10 في شكل سلبيّ، فتبيَّنَ كذبُ هؤلاء المتكبِّرين وطمعُهم. هم يشبهون هؤلاء الفلاسفة الجوّالين الذين كانوا ينتقلون من مدينة إلى مدينة طالبين المال والربح السريع. وميَّز الرسول بين التعليم الصحيح والتعليم الباطل، وها نحن نميِّز معه.

أ- الأقوال الصحيحة

ذاك هو الهدف الذي يتطلَّع إليه تلميذ الرسول أو إذا شئنا »أسقف أفسس«، تيموتاوس التلميذ الحبيب: الأقوال λογοις الصحيحة υγιαινουσιν، ما يعارضها الأقوال المريضة التي قد تعود إلى الموت. ماذا تطلب هذه التعاليم؟ مجد الله، بناء الجماعة، خلاص المؤمنين. تلك هي الثمار التي بها تُعرَف تعاليم ربِّنا τοις του κυριου υμων. هي تعارض تعاليم البشر. تعاليمُ ربِّنا هي الإنجيل الذي سلَّمه الرسول إلى الجماعات كما تسلَّمه. هي تعليم الحياة المسيحيَّة و»معرفة الحقّ« (2: 4). هنا نجد الينبوع الذي منه نستقي. وإلى هذه التعاليم نقترب وبها نتعلَّق ونحن عارفون إلى أين نحن ماضون. ذاك هو الفعل προσιχομαι. بمثل هذه التعاليم نهتمّ بل نكرِّس حياتنا. ونلاحظ أنَّ الفعل جاء في صيغة الحاضر، لا في صيغة الماضي. هذا يعني أنَّنا كلَّ يوم نتذكَّر هذه التعاليم، كلَّ يوم »σιنبتلعها« كما قيل في نبوءة حزقيال (2: 8) أو في سفر الرؤيا (10: 9). يأكلها (الرائي) فيحوِّلها »طعامًا قويٌّا« (1 كو 3: 2) من أجل المؤمنين.

هذا التلميذ يرافق الكلمات الصحيحة (1: 10) كلَّ يوم. فهي تعاليم صدرت عن المسيح، وهي في الوقت عينه تحدِّثنا عن المسيح. ذاك ما سبق وقاله الرسول: »وأنتَ إن عرضتَ هذه الوصايا على الإخوة كنتَ خادمًا صالحًا ليسوع المسيح، متغذِّيًا بكلام الإيمان بالتعليم الصحيح الذي تتبعه« (4: 6). هذا من جهة، ومن جهة ثانية، نقرأ في 2 تم 1: 8: »فلا تخجل بالشهادة لربِّنا ولي أنا أسيره«.

فالإنجيل هو »شهادة الله« (1 كو 2: 1)، كما هو الكرازة الرسوليَّة كلُّها التي وصلت إلى »مكدونية وبلاد آخائية« (1 تس 1: 8)، والتي نصلّي »لكي تنتشر بسرعة« (2 تس 3: 1)، التي يجب أن تحلَّ في القلوب بكلِّ غناها (كو 3: 16). أساسها واحد، الخلاص بالمسيح المصلوب، على ما قال الرسول في الأولى إلى كورنتوس: »البشارة بالصليب هي قدرة الله للذين يسكون طريق الخلاص« (1 كو 1: 18).

هذه التعاليم، موضوعها الواحد دينيّ هو، ويبتعد عن الأمور الدنيويَّة، العالميَّة، التي بها نمزج الإنجيل بحيث يغور فلا يعود يُرى ولا يُسمَع. المهمّ أن نُرضي الناس بكلامنا ونبقيهم أطفالاً أو نمنعهم من الوصول إلى الكلمة على مثال الأطفال في مراثي إرميا: »الأطفال يطلبون خبزًا ولا من يعطيهم« (مرا 4: 4). وهكذا لا نأخذ الناس »إلى ينبوع المياه الحيَّة« بل »نحفر لهم آبارًا مشقَّقة لا تمسك الماء« (إر 2: 13).

تعاليم صحيحة، تعاليم ربِّنا. وأخيرًا هي تعاليم بحسب التقوى και ευσεβειαν عبارة نقرأها أيضًا في الرسالة إلى تيطس (1: 1: معرفة الحقّ الموافقة للتقوى). سرّ التقوى هذا يوجزه يسوع المسيح، كما قيل في نشيد ليتورجيّ ورد في هذه الرسالة: سرُّ التقوى عظيم: ظهر في الجسد، تبرَّر في الروح، شاهدته الملائكة، بُشِّرت به الأمم، أومن به في العالم ورُفع في المجد« (3: 16). هنا نجد قاعدة الإيمان التي »نحكم« بها على التعاليم الضالَّة: المسيح كما ظهر في الجسد.

مثل هذه التعاليم تدفعنا إلى التقوى والعيش في مخافة الله. ذاك هو الربح الحقيقيّ الذي يجب أن يصبو إليه المؤمن. أمّا المتاجرة بكلام الله فهي الرهان الدافع أنَّنا بعيدون عن تعاليم ربِّنا الذي خيَّرنا بين عبادة الله وعبادة المال (مت 6: 24).

هنا يحثُّ الرسول »أسقف أفسس«: »علِّم هذا وعظْ به«. هذا الموضوع نقرأه بشكل خاصّ في الرسائل الرعائيَّة الثلاث. في هذه الرسالة عينها، دعا الرسول تلميذه: »أوصِ بهذا وعلِّم، ولا تدعْ أحدًا يستخفُّ بشبابك« (4: 11). وفي 2تم 4: 2-3: »عظْ بكلِّ أناة وتعليم، فسيجيء وقتٌ لا يحتمل فيه الناس التعليم الصحيح، بل يتبعون أهواءهم ويتَّخذون معلِّمين يكلِّمونهم بما يُطرب آذانهم«.

ب - المناقشات والمماحكات

ذاك ما يعارض الأقوال الصحيحة، فيقدِّم لنا المعلِّمين الكذبة، الذين يُبعدوننا عن سرِّ المسيح، عن سرِّ التقوى. تعاليمُهم ليست بصحيحة، وبالتالي لا يمكن أن تغذّي المؤمنين كما لا يمكن أن تنمّي الحياة المسيحيَّة. هذا يعني أنَّها عاجزة أن تؤمِّن العلاقة بالله. فيصبح المؤمن غصنًا يابسًا يُجمَع مع سائر الأغصان ويُرمى في النار (يو 15: 6). أو »يَحرم نفسه من نعمة الله... فينبَت فيه عرقُ مرارة يسبِّب إزعاجًا ويُفسد الكثير من الناس« (عب 12: 15).

هذا التعليم »الجديد« الذي ينشره الضالّون، يبني لاهوتًا مستقلاٌّ عن المسيح، يُفرغ الكنيسة من محتواها، وهي التي تحاول »أن تسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح« (2 كو 10: 5). هنا نستطيع أن نورد توما الأكوينيّ في شرحه لهذه الرسالة: إذا أراد أحدٌ أن يعرف كيف تكون التعاليم ضالَّة، يتوقَّف عند ثلاثة أمور. أوَّلاً، تكون مخالفة لتعليم الكنيسة: إن علَّم أحد شيئًا آخر، أي ما أعلِّمه أنا وسائر الرسل... فتعليم الرسل والأنبياء هو القانون، هو القاعدة. لهذا لا يعلِّم أحدٌ تعليمًا آخر. ثانيًا، لا يقبل، لا يأخذ بهذه التعاليم. فالربُّ يسوع أتى يشهد للحقّ... أُرسل من الآب معلِّمًا وموجِّهًا... لهذا يخطئ من لا يتعلَّق بكلامه. ثالثًا، والتعليم الموافق للتقوى هو تعليم الكنيسة. هذه التقوى هي عبادة الله.

حين يحدِّد الرسول »الهرطقة« على أنَّها رفض الاقتراب من التعليم الصحيح، فهذا يفترض عند بولس وتيموتاوس معرفة أكيدة بهذه الأقوال. أمّا الباقي فهو »مناقشات ومماحكات« ولا يمكن أن تَبني الجماعة.

فكيف نستطيع أن نرفض معرفةَ أقوال المسيح التي هي بمتناول الجميع؟ وكيف نتجـرَّأ فنعـرض تعليمـًا »دينيٌّـا« لا يمجِّـد الله؟ لأنَّ الكـبريـاء أعمـت عيونـنا τετυφωται. ذاك هو السبب الأساسيّ الذي يشرح الباقي كلَّه. إن ضلَّ إنسان عن الحقّ، فالسبب ليس عدم معرفة، ولا هو نقص في الحقيقة، بل نقص في الأخلاق واستعداد سيِّئ يبرزه الإنسان بملء إرادته. هي الكبرياء التي تدفعنا إلى المناقشات. عنها تكلَّم الرسول: »المعرفة تزهو بصاحبها« (1 كو 8: 1)، فلا يعود يرى سوى نفسه. فالكبرياء هي أصل كلِّ الضلالات. لا يمكن للإنسان أن يتراجع عمّا قاله، مهما كلَّفه هذا العناد.

فالمعلِّمون الكذبة يعتدُّون أنَّهم يعرفون كلَّ شيء، وكلّ همِّهم أن ينالوا إعجاب »الجماهير« وتصفيقهم. لهذا نراهم يعلِّمون تعاليم شخصيَّة، غريبة عن الإيمان. في الواقع، هم لا يفهمون شيئًا μηδεω επισταμενος وسبق وقرأنا في 1: 7 μη νοουντος: يبدون لاواعين. لا يمتلكون أيَّ معرفة. فالفعل يدلُّ على العارف بدقّة. ويقابله الجاهل جهلاً مطلقًا كما نقرأ عند يع 4: 14 (لا تعرفون شيئًا عن الغد).

من أجل هذه المعرفة، يحتاج الإنسان إلى مجهود فكريّ وربَّما يكون طويلاً. أمّا هؤلاء المعلِّمون الذين رفضوا، في كبريائهم، أن يقتربوا من أقوال الإنجيل الصحيحة، الذين رفضوا أن يقوموا بالمجهود لكي يفقهوا، فهم لا يعرفون شيئًا. لا معرفة عندهم، لأنَّ المعرفة الحقَّة هي يسوع المسيح (1 كو 2: 2). بعد ذلك، كلُّ شيء يكون نافلاً، ولا يستحقُّ أن نضيِّع وقتنا في »دراسته«. يجب أن نحسبه غير موجود. ولكن ما حيلتنا وهؤلاء »المعلِّمون« هم »عميان«!

والنصُّ يقول عنهم إنَّهم مرضىνοςσων. هو اسم الفاعل الذي يدلُّ على أنَّ هذا المرض يرافقهم وليس أمرًا عابرًا. هو في أعماقهم. قال الذهبيّ الفم: »كالتورُّم في الجسد، هكذا الكبرياء في النفس. وكما أنَّ الذين جسمُهم منتفخٌ تنقصهم الصحَّة، كذلك النفس المتكبِّرة لا يمكن أن تكون صحيحة«. في هذه الظروف، لا تستطيع العقول المنهارة أن تستسلم إلاَّ إلى مناقشات ζητησειω. لفظ نقرأه في 2 تم 23 حيث يقول الرسول إلى تلميذه: »ابتعد عن المماحكات الغبيَّة الحمقاء، لأنَّها تثير المشاجرات«. وفي تي 1: 4 نقرأ كلمة مركَّبة في المعنى ذاته εκζητησεις، أي تنظيرات ومباحث لا نهاية لها: يهتمُّون بأمور فيها الفضوليَّة والحشريَّة فيبدو عملهم شبه فكريّ، ويتعلَّقون بالترّهات. وبدلاً من أن يدرسوا الحقائق، يخصِّصون وقتهم بمجالادت على كلماتλογομαχια (هي أيضًا مراحدة hapax)، وهذا ما يدلُّ أيضًا على اللافهم التي هي رذيلة وُلدت معهم، إذا كنّا نحكم على الشجرة بالثمرة. ومثل هذا النهج التعليميّ لا يقود إلى التقوى، بل يولِّد ألمًا من الطبيعةεζων الحسد (غل 5: 21 φθονου) والشقاق الحادّ ضدّ المعلِّمين »الأذكياء« γινεταιالذين يمكن أن يكونوا مزاحمين مكروهين. من هنا الخصومات قاسية والقتال (رو 1: 29 ερις) والهجوم الشخصيّ الذي ترافقه الشتائم والافتراءات (1: 20 βλασφημιαι). النوايا الشرّيرة ظاهرة υπονοιαι(من تحت إلى تحت) بما فيها من كذب وأعمال الغشّ والمكر. فالنهاية تقابل المبدأ. والرذيلة التي هي في أساس الضلال الفكريّ، تلهم السلوك المنافي للأخلاق.

وما انتهى الرسول هنا، بل أظهر أنَّ هذه العقول المتكبِّرة تعيش دومًا المشاجرات والمشاحنات διεφθαρμενων. هذا اللفظ الذي لا نجده في الكتاب المقدَّس، بل ولا في النصوص اليونانيَّة المعروفة، هو لفظ مقوٌّى مع δια يضاف إلىπαρατριβη. ليشير إلى أنَّ المنازعات تتوالى ولا تتوقَّف، من هنا وهناك. ونقرأ مرَّة أخرى الذهبيّ الفم الذي يقدِّم لنا صورة الخراف المصابة بالجرب أو بمرض من أمراض الجلد ψωραλεια، فتلامس خرافًا أخرى بحيث تفسد الصحيحة فتصبح جربة مثلها. وهكذا نعود إلى فكرة المرض كما في آ4. أو إلى »الآكلة« (السرطان) كما في 2 تم 2: 17.

هذا يعني أنَّ هؤلاء المعلِّمين خسروا إمكانيَّة التفكير بشكل صحيح διεφθαρμενων »تخربطت« عقولهم.νουν، فسُد (2 تم 3: 8 مثل ينيس ويمبريس؛ تي 1: 14)، الوجدان الخلقيّ، بحيث ما عادوا يستطيعون أن يفهموا شيئًا من الحقِّ أو يرتبطوا به في قلوبهم. هو موضع مغلقٌ عليهم. خسروا كلَّ شيء. اعتبروا أنَّ التقوى التي يعلمون تؤمِّن لهم الربح πορισμος، الربح المادّيّ، لا الروحيّ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فداء نفوسنا أولاً، ثم فداء أجسادنا لكي ننال التبني
القديس بولس الرسول أعطى شوكة في الجسد
أرشدني يا مرشد الضالّين
صور| الداخلية تناشد المواطنين الإرشاد عن هؤلاء
كواليس تنصيب أول رئيس وزراء فى عهد مرسى.. اختيار "قنديل" خرج من مكتب الإرشاد


الساعة الآن 05:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024