حافظ اليهود على راحة السَّبْت حسب الشّريعة بصورة صارمة جدًا: تحريم إشعال النَّار (خروج 35: 3)، أو جمع الحطب (عدد 15: 32)، أو إعداد الطَّعام (خروج 16: 23). وحسب شهادة الأنبياء، كان احترام السَّبْت شرْطًا يتعلّق به تحقيق الوعود الخاصة بآخر الأزمنة (إرميا 17: 19-27،). ولذا نرى نحميا يتمسَّك بشدّةٍ بحفظ السَّبْت حفظًا كاملًا (نحميا 13: 15-22). وفي سبيل "تقديس" هذا اليوم (تثنية 5: 12)، كان ينظّم "محفل مقدّس" (الأحبار 23: 3)، وتقدمة ذبائح (عدد 28: 9-10)، وتجديد خبز التَّقدمة (الأحبار 24: 8، أيَّام 9: 32). أمَّا خارج أورشليم، فكانت تُبدَّل هذه الطُّقوس باجتماع في المجمع اليهودي، يُخصَّص للصلاة الجماعيَّة ولقراءة الكتب المقدّسة مع شرحها. وبقي اليهود يحفظون يوم السَّبْت بمواظبة، حتى تطرفوا في ذلك، فحفظوه حفظًا حرفيًا أحيانًا، وخلطوه بعبادات الأوثان أحيانًا أخرى، فأرسل لهم الله الأنبياء ليُرشدوهم إلى حفظ السَّبْت حِفظًا روحيًا، حسب رغبة الله (2 ملوك 4: 23 وعاموس 8: 5 وهوشع 2: 11 وأشعيا 1: 13).