ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسول لا تقف في وجهه المسافات بولس هو في رومة (2 تم 1:17). كان معه عددٌ من كنيسة آسية. والآن »تخلّوا عنه«. ماذا كانت رومة في ذلك الوقت؟ عاصمة الامبراطورية الرومانيّة. بدأت أسوارها تمتدّ على أحد عشر كيلومترًا. وسوف تتوسّع وتتوسّع فتضم مليون نسمة. وماذا يكون بولس في هذا الخضمّ؟ هو في سجن صغير. ربّما تحت الأرض، بالقرب من الكابّيتول، أو في مقاطع لاوتومية المحفوظة للعبيد. من يهتمّ به؟ لا أحد. وحين يُقطع رأسه على طريق أوستيا، لا تتغيّر الحياة في عاصمة الأمبراطوريّة. أمّا بولس فلا يمكن أن يُسجَن في رومة، ولا داخل جدران سجنه. مضى نظر الرسول إلى تسالونيكي، تلك المدينة التي أسّسها كاسندري، بحسب تقليد رواه ستربوان (63 ق. م. - 25 ب. م.)، سنة 316 ق. م. تقريبًا، ودعاها باسم امرأته. كانت عاصمةَ مكدونية. تذكّر بولس لمّا جاء إليها مع الفريق الرسوليّ، ولا سيّما سيلا، خلال الرحلة الرسوليّة الثانية. وجدها مدينة حرّة يسوسها حكّام(3). وفعلَ كما يفعل كلّ مرّة: مضى إلى المجمع: »جادل اليهود ثلاثة سبوت، مستعينًا بالكتب المقدّسة، يشرحها ويبيّن لهم كيف كان يجب على المسيح أن يتألّم ويقوم من بين الأموات. وقال: يسوع هذا الذي أبشّركم به هو المسيح« (أع 17: 2-3). تذكّر بولس تلك المدينة التي أُجبر على تركها بسبب »الرعاع« الذين جمعهم اليهود (آ 5)؛ وتذكّر أنّه كتب إليهم أوّل رسائله: »صرتم مثالاً لجميع المؤمنين في مكدونية وآخائية، لأنّ كلام الربّ انتشر من عندكم، لا إلى مكدونية وبلاد أخائية وحدهما، بل ذاع خبرُ إيمانكم بالله في كلّ مكان« (1 تس 1: 7-8). أيّ استقبال استُقبل الرسول من قبل المؤمنين! واهتدوا فتركوا الأوثان...، ولبثوا على إيمانهم وما تزعزعوا(4). ترك بولس تسالونيكي بسرعة، ولكنّ تيموتاوس لبث فيها (1 تم 3: 2) ساعة كان الرسول في أثينة. ويبدو أنّ بولس عاد إلى أثينة خلال الرحلة الرسوليّة الثالثة، وذلك بعد أن ترك أفسس بسبب الصياح كرامة للإلاهة أرطاميس (أع 20: 1). أحبّ بولس تسالونيكي حبٌّا جعل كورنتوس تغار (2 كــــو 2: 13)، فكان »لوم« من قِبَل عاصمة أخائية، وأنّ هذا الرجل يتبدّل: تارة يقول أنا آتٍ، وطورًا هو لا يأتي. قال لهم: »أمرُّ بكم في طريقي إلى مكدونية، ثم أَرجع من مكدونية إليكم...« (2 كو 1: 16). أمرٌ لا يطاق. فأُجبر الرسول أن »يعتذر«: »امتنعتُ عن المجيء إلى كورنتوس شفقة عليكم« (آ 23). كيف يمكن أن ينسى تسالونيكي، وابنَها البارّ أرسترخس الذي رافقه في البحر، في رحلته الأخيرة إلى سجن رومة (أع 27: 2)، وأصابه ما أصاب بولس حين تحطّمت السفينة عند شاطئ مالطا. وسبق له أن رافقه مع سكوندوس المكدونيّ إلى ترواس (أع 20: 4)، مع آخرين من أماكن مختلفة. بعد تسالونيكي ذكر بولس غلاطية (2 تم 4: 9). هذه المنطقة الجبليّة، حيث يعيش أناس جاؤوا من أوروبا الغربيّة، وأقاموا حول »أنقيرة« التي هي أنقرة الحاليّة. ما كان الرسول متوجّهًا إليها في الأصل، بل عابرًا عبورًا، ولكن أقعده المرض، فأُجبر على البقاء، وهناك حمل الإنجيل في عدد من القبائل التي حافظت على حياتها القشفة. تذكّر بولس كيف استقبله السكّان هناك: »مثل ملاك الله، بل المسيح يسوع« (غل 4:14). اعتاد الناس أن يتطيّروا من المرض وسائر المصائب، ولكنّ الغلاطيّين لم يشعروا هذا الشعور، فقال لهم بولس: »كانت حالتي الجسديّة محنة لكم، فما احتقرتموني ولا كرهتموني، بل قبلتموني« (آ 14). أجل، كان الرسول مريضًا (آ 13)، فاهتمّوا به واستعدّوا أن يضحّوا بكلّ شيء من أجله. كتب إليهم: »أنا أشهد أنّه، لو أمكن الأمر، لكنتم تقتلعـون عيونكــم وتُعطــوني إيّـاها« (آ 15). كنيسة غلاطية جعلها بولس عند الصليب، فسارت معه، ولكنّها ضلّت كما ضلّت »حوّاء« (2 كو 11: 13). ففي غلاطية كما في كورنتوس، جاء من يشوّش على الرسول: هو ما عرف المسيح بالجسد. إذًا يحتاج إلى رسائل توصية. هو ليس على مستوى العُمُد، أي بطرس ويعقوب ويوحنا. وأهمّ من كل هذا، رجع الغلاطيّون إلى الوراء؛ بعد أن صاروا مسيحيّين، ها هم يعودون إلى الممارسات اليهوديّة. هم أبناء سارة، صاروا أبناء هاجر. هم أبناء الحرّة، عادوا إلى العبوديّة، فكان الرسول قاسيًا معهم: »أيّها الغلاطيّون الأغبياء! مَن الذي سحر عقولكم، أنتم الذين ارتسم المسيح أمام عيونكم مصلوبًا؟« (غل 3: 1). هل اقتنعوا منه، أم ارتضوا أن يبقوا قاصرين؟ كان العبدُ يقود الولد إلى المدرسة؛ فهل يبقى الولدُ ولدًا؟ والشريعة هي »مربّية« تقود الناس إلى المسيح، فهل يبقى الغلاطيّون تحت الوصاية أم يتذكّرون أقوال الرسول: »فلما تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا لامرأة، وعاش في حكم الشريعة، ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى نصير نحن أبناء الله« (غل 4: 4-5)؟ أنت ابن، فهل تتخلّى عن البنوّة؟ أنت وارث، فهل تحتاج بعدُ إلى وكيل؟ أنت تدعو الله »أبّا« كما الطفل يدعو والده، فلماذا تخاف خوف العبيد وتضع النير على كتفك؟(5). *** |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|