رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤيا بولس ولا سيَّما في التقليد السريانيّ عرفتِ الكنيسة في بداياتها كتبًا جُعلت في موازاة الكتب المقدَّسة: أناجيل عديدة بموازاة الأربعة التي هي وحدها قانونيَّة، بمعنى أنَّها تُقدِّم القاعدةَ للإيمان والحياة الخلقيَّة: الإنجيل بحسب مريم، إنجيل نيقوديموس أو أعمال بيلاطس، الإنجيل بحسب توما، بروتوإنجيل يعقوب، إنجيل الطفولة. وعُرفت »أعمال« هذا الرسول أو ذاك، قبالة سفر الأعمال الذي دوَّنه لوقا وجعله امتدادًا للإنجيل الثالث. في الإنجيل لبث يسوع في فلسطين. وفي أعمال الرسل، وصلت البشارة إلى أقاصي الأرض ولا سيَّما في الفريق البولسيّ. فكانت لنا أعمال أندراوس الرسول وأعمال يوحنّا وأعمال بطرس وأعمال فيلبُّس وأعمال توما... وجاءت الرسائل وأخيرًا أسفار الرؤيا على مثال رؤيا يوحنّا، إن لم يكن في خطِّ أسفار العهد القديم بدءًا من إشعيا وصولاً إلى دانيال وشخصيّات بيبليَّة مثل إيليّا وأخنوخ وغيرهما. كلُّ هذا أدب »مكتوم« عن العامَّة ومخفيّ، ومحفوظ »للكمّال«. وقد دُعيَ الأدب المنحول لدى الذين من خارج هذا الأدب، لأنَّهم اعتبروا أنَّ مثل هذه الكتابات انتحلت صفة، أخذت صفة ليست لها، بل هي خاصَّة بأسفار العهد الجديد السبعة والعشرين التي أقرَّتها الكنيسة بشكل نهائيّ في مجامعها ولا سيَّما في ترنتو، من أعمال إيطاليا(1). هذا الأدب الذي كان »مكتومًا«، صار اليوم معروفًا بعد أن نُقل إلى لغات العالم ومنها العربيَّة(2). وارتبطَ، بغير حق، بالرسل في الدرجة الأولى، كما ارتبط ببعض الأشخاص الذين يذكرهم الإنجيل بشكل خاصّ، والكتابُ المقدَّس بشكل عامّ. في هذا المناخ، نقرأ أعمال بولس وبرنابا وتيموتاوس وتيطس ورسالة ثالثة إلى الكورنثيِّين. كما نقرأ رسالة إلى اللاودكيّين بدا الرسول وكأنَّه يتحدَّث عنها في الرسالة إلى كولوسّي (كو 4: 17). وكما كان ليوحنّا الرسول »رؤيا« دُوِّنت في نهاية القرن الأوَّل المسيحيّ، كان لبولس أيضًا سفرٌ مشابه: »رؤيا بولس« أو: »جليان« كما في الأدب السريانيّ، دُوِّنت »في منتصف القرن الثالث، بل في الثلث الأخير من القرن الثاني«(3). لا نتكلَّم في هذا المقال عن »أعمال بولس« التي »ذُكرت مرَّات عديدة في الأدب المسيحيّ القديم، منذ هيبوليت الرومانيّ وبداية القرن الثالث، والتي دُوِّنت في السنوات 160-180 (امتداد، ص 5) وعُرف منها لدى العامَّة ما يتعلَّق بتقلا، تلك الفتاة »الإيقونية«(4) التي تركت الزواج وتزوَّجت البتوليَّة بعد أن قال الرسول في خطِّ يسوع المسيح: »طوبى للذين يحفظون عفَّة جسدهم، لأنَّهم يكونون هياكل الله. طوبى للأعفّاء لأنَّ الله يتحدَّث معهم« (امتداد، ص 24). بل نحصر كلامنا في »رؤيا بولس« التي عرفت انتشارًا واسعًا وفي لغات الكنيسة القديمة: الأرمنيَّة، العربيَّة، السريانيَّة، اللاتينيَّة... في قسم أوَّل، نتعرَّف إلى هذه »الرؤيا«. وفي قسم ثانٍ، نلاحقها في اللغات التي وصلت إليها. وأخيرًا، نتوقَّف عند العالم السريانيّ الذي أحسَّ بالخطر يهدِّد هذا »السفر« الذي اعتبرته بعض الجماعات »مقدَّسًا«، فقدَّم دفاعًا قال فيه: »فليعرف كلُّ من يرتاب برؤيا بولس الموقَّر، أنَّه لن تكون ذبيحة لغفران الخطايا« (امتداد، ص 239). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|