رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتْرَهُ. حَوْلَهُ مِظَلَّتَهُ ضَبَابَ الْمِيَاهِ وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. جعل الله الظلمة ستره في تجسده، حيث أخفى اللاهوت في الناسوت، وظهر الإله المتأنس كإنسان عادى، ولكن من يدقق نظره بإيمان في كلامه وأعماله يكتشف لاهوته، فهو إله محتجب لا يمكن رؤيته إلا بالإيمان وقدر ما يحتمل الإنسان، وحتى ملائكته لا يدركون إلا القليل من مجده، كما أعلن أشعياء عن الله أنه "إله محتجب" (أش45: 15) وداود نفسه قال عنه في (مز97: 2) "السحاب والضباب حوله". إن مظلة الله التي حوله هي كنيسته التي يعمل داخلها وبها، فيشبع أولاده داخلها. ومظلته أيضًا هي ناسوته الذي أخفى بهاء لاهوته ومجده فيه. ضباب المياه هم الرسل والكهنة والخدام، الذين يرتفعون بحياتهم إلى السماء، أو يمكن دعوتهم أنهم ملائكة أرضيين. والمياه هي أقوالهم وتعاليمهم، أو كلمة الله التي ينطقون بها؛ أي أن الضباب السماوى يتحول إلى مياه تروى العطاش، كما أن حياة الرسل وخدام العهد الجديد تتحول إلى نور وتعليم يشبع النفوس ويجذبها إلى المسيح. وقد دعاهم بولس الرسول سحابة الشهود (عب12: 1). ظلام الغمام، أي السحاب الكثيف الذي يصعب رؤية ما فيه ولكنه مرتفع في السماء يرمز لأنبياء العهد القديم، الذين يحيون حياة سماوية، ويعلنون صوت الله ويتنبأون عن المسيح، ولكن في نبوات ورموز كانت غامضة في العهد القديم، وأصبحت واضحة عندما تجسد المسيح. وظلام الغمام أيضًا يرمز إلى الأسرار المقدسة في الكنيسة، التي يعمل فيها الروح القدس، فيروى عطش المؤمنين، مثل إخفاء جسده ودمه تحت أعراض الخبز والخمر في سر التناول. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليس اللاهوت هو الذي أتى من بيت لحم بل الناسوت |
كأنها دعوة من اللاهوت إلى الناسوت |
الناسوت له نفس مجد اللاهوت |
هل الله ساكن في نور ام يسكن في ضباب ويجعل الظلمة ستره ؟ |
اللاهوت لم يفارق الناسوت |