|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأليه العمل الإنساني الميت 10 أَمَّا الَّذِينَ سَمَّوْا أَعْمَالَ أَيْدِي النَّاسِ آلِهَةً، الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَمَا اخْتَرَعَتْهُ الصِّنَاعَةُ، وَتَمَاثِيلَ الْحَيَوَانِ وَالْحَجَرَ الْحَقِيرَ مِمَّا صَنَعْتَهُ يَدٌ قَدِيمَةٌ؛ فَهُمْ أَشْقِيَاءُ وَرَجَاؤُهُمْ فِي الأَمْوَاتِ. 11 يَقْطَعُ نَجَّارٌ شَجَرَةً مِنَ الْغَابَةِ طَوْعَ الْعَمَلِ، وَيُجَرِّدُهَا بِحِذْقِهِ مِنْ قِشْرِهَا كُلِّهِ، ثُمَّ بِحُسْنِ صِنَاعَتِهِ يَصْنَعُهَا آلَةً تَصْلُحُ لِخِدْمَةِ الْعَيْشِ، 12 وَيَسْتَعْمِلُ نُفَايَتَهَا وَقُودًا لإِعْدَادِ طَعَامِهِ. 13 ثُمَّ يَأْخُذُ قِطْعَةً مِنْ نُفَايَتِهَا لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ، خَشَبَةً ذَاتَ اعْوِجَاجٍ وَعُقَدٍ، وَيَعْتَنِي بِنَقْشِهَا فِي أَوَانِ فَرَاغِهِ، وَيُصَوِّرُهَا بِخُبْرَةِ صِنَاعَتِهِ عَلَى شَكْلِ إِنْسَانٍ، 14 أَوْ يُمَثِّلُ بِهَا حَيَوَانًا خَسِيسًا، وَيَدْهُنُهَا بِالإِسْفِيدَاجِ، وَيُحَمِّرُ لَوْنَهَا بِالزُّنْجُفْرِ، وَيَطْلِي كُلَّ لَطْخَةٍ بِهَا. 15 وَيَجْعَلُ لَهَا مَقَامًا يَلِيقُ بِهَا، وَيَضَعُهَا فِي الْحَائِطِ وَيُوَثِّقُهَا بِالْحَدِيدِ، 16 وَيَتَحَفَّظُ عَلَيْهَا أَنْ لاَ تَسْقُطَ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَا لاَ تَقُومُ بِمَعُونَةِ نَفْسِهَا، إِذْ هِيَ تِمْثَالٌ يَفْتَقِرُ إِلَى مَنْ يُعِينُهُ. 17 ثُمَّ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهَا عَنْ أَمْوَالِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَبَنِيهِ، وَلاَ يَخْجَلُ أَنْ يُخَاطِبَ مَنْ لاَ رُوحَ لَهُ. 18 فَيَطْلُبُ الْعَافِيَةَ مِنَ السَّقِيمِ، وَيَسْأَلُ الْمَيْتَ الْحَيَاةَ، وَيَسْتَغِيثُ بِمَنْ هُوَ أَعْجَزُ شَيْءٍ عَنِ الإِغَاثَةِ، 19 وَيَتَوَسَّلُ مِنْ أَجْلِ السَّفَرِ إِلَى مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ، وَيَلْتَمِسُ النُّصْرَةَ فِي الْكَسْبِ وَالتِّجَارَةِ وَنُجْحِ الْمَسَاعِي مِمَّنْ هُوَ أَقْصَرُ مَوْجُودٍ بَاعًا. بعد أن تحدث عن تأليه الخليقة أو بعض المخلوقات أو الظواهر الطبيعية يتحدث الآن عن تأليه العمل الإنساني مثل الأصنام والتماثيل. في حديثه عن الخليقة ربما وجد عذرًا يقدمه عنهم، وإن كان هذا العذر غير مقبول، لأنه كان يلزم أن ينشغلوا بالخالق لا الخليقة مهما كان جمالها أو قدرتها، وكان يليق بهم أن يستخدموا عقولهم التي وهبهم الله إياها، فيدركوا ما وراء الخليقة. أما أن يتعبد الإنسان لتمثال خشبي أو معدني أو من الحجارة، ففيه سخافة وبؤس. لكن ما أشقى أولئك الذين جعلوا رجاءهم في أشياء ميتة، فسموا أعمال أيدي الناس آلهة، ذهبًا وفضةً مصنوعةً بمهارةٍ، وتماثيل حيوانات، أو حجرًا لا يُستعمل صنعته يدٌ قديمة. [10] بلغت الغباوة بالإنسان أن يستعبد نفسه لما يصنعه هو بيديه، الأشياء الميتة. يقوم صائغو الذهب والفضة، أو النحاتون، أو النجارون بالإبداع في تشكيل صنمٍ ميتٍ. جاء في سفر إرميا النبي: "لأن فرائض الأمم باطلة، لأنها شجرة يصنعونها من الوعر، صنعة يدي نجار بالقدوم بالفضة والذهب يزينونها، وبالمسامير والمطارق يشددونها فلا تتحرك. هي كالعين في مقثاة فلا تتكلم، تحمل حملًا لأنها لا تمشي، لا تخافوها، لأنها لا تضر، ولا تصنع خيرًا" (إر 10: 3-5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بين تأليه الطبيعة وتأليه المصنوعات البشرية |
العمل الإنساني رسالة من المسيح |
اهرب من تأليه الذات وحب المديح |
تأليه الطبيعة البشرية |
من تأليه الذّات إلى التألّه ! |