رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شخصية سليمان كثيرًا ما سُئلت: كيف يُمكن اعتبار سليمان الملك أحد رجال الإيمان؟ لكنني إذ أقف أمام هذا الأصحاح انحني بكل تقدير لهذه الشخصية. فإنه وإن كان سليمان قد مرّ بمرحلة مُرة خلال زواجه بأجنبيات لكسب الملوك المحيطين به، فدفعن إياه إلى عبادة آلهتهن الوثنية (1 مل 11: 1-8)، فإن هذا الأصحاح يقدم لنا صورة فريدة عن هذه الشخصية: أولًا:ما كتبه عن نفسه بكونه إنسانًا لا يختلف في قليلٍ أو كثيرٍ عن أي فقير يكشف عن تواضع هذا الملك الذي نال شهرة فائقة، ليس في عصره فقط، وإنما إلى عصور كثيرة. تحدث عن تصويره في بطن أمه كثمرة علاقة زوجية، وثمرة لذة، أمر يخجل أي صبي صغير أن يذكره عن نفسه. ولست أظن أنه كان يُمكن لأي كاتب أن يتحدث هكذا عن هذا الملك العظيم، لو لم يسجل بنفسه هذا بروح التواضع. ثانيًا: يقدم لنا هذا الأصحاح صورة رائعة عن مشاعر هذا الملك وأحاسيسه من جهة تقديره للحكمة. لقد فضلها عن العرش والصولجان والغنى والصحة والجمال، وحسبها أمًا للخيرات، ومصدرًا لها. ثالثًا: تمتعه بالحكمة ونواله شهرة حتى بين الملوك لم يدفعه إلى التشامخ، بل اشتهى بكل قلبه أن يتمتع كل الملوك والقادة بما يتمتع به. رابعًا: مع شهرته بالحكمة والقدرة على الكلام، حسب نفسه غير أهلٍ للحديث عنها، ما لم يلهمه الله القدرة على الكلام. خامسًا: حديثه عن سمات الحكمة تكشف عن ما تمتع به سليمان من إشراقة العهد الجديد عليه، ليتعرف على الحكمة كأقنومٍ إلهيٍ، هو كلمة الله وحكمة الله، وكأنه قد التقى بالسيد المسيح وتعرف عليه وتمتع بالشركة معه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الملك الحكيم سليمان |
الملك الحكيم سليمان |
الملك سليمان |
قمة الإيمان أنك تفرح على اعتبار كل حاجة حلوة لسه هتحصل |
قصص الإيمان، و معاشرة رجال الإيمان |