* لا يعرف الذين يسبوننا من نحن، بكوننا مواطني السماء، وأننا مُسجَّلون في المدينة العليا، رفقاء خوارس الشاروبيم. لهذا ليتنا لا نحزن، ولا نحسب إهانتهم لنا إهانة، فلو عرفونا لما أهانونا. هل يحسبوننا فقراء ومُحتقرين؟ لا نحسب هذا إهانة!
اخبرني، لو أن مسافرًا بصحبة خدمه، سبقهم وأقام في فندق لمدة بسيطة ينتظرهم، وأن صاحب الفندق أو بعض المسافرين تصرفوا معه بطريقة فظة وشتموه، أما يسخر بجهلهم له؟ أما يسبب له خطأهم مسرة؟ أما يشعر بنوعٍ من الكفاية كأن الشتيمة موجهة إلى شخصٍ آخرٍ غيره؟
لنسلك نحن هكذا. فإننا نحن أيضًا جالسون في فندق ننتظر أصدقاءنا الذين يسلكون ذات الطريق، عندما نجتمع كلنا معًا، عندئذ سيعرفون من هو هذا الذي شتموه. هؤلاء الرجال سوف يطأطئون رؤوسهم ويقولون: "هوذا الذي كما نحن الأغبياء نسخر به" (راجع حك 5:3).
القديس يوحنا الذهبي الفم