11 - 09 - 2012, 08:04 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
*** الانبا انطونيوس معانا ***
منشأ الرهبنة :
ان اولى الامم المسيحية التى تنشأ عندها نظام الرهبنة هى الامم المصرية ....
وقد ظهرت الرهبنة بمصر حال دخول الديانة المسيحية فيها ... وقيل ان الرسول مرقس هو الذى علمها لمسيحى مصر .. قال اوسابيوس المؤرخ " لما كان مرقس الرسول متحليا بالطهر والعفاف وبث روح الفضيلة فى قلوب كثيرين من المصريين فأعتزلوا العالم ولجأوا الى الكهوف والمغائر عاكفين على تسبيح الخالق والتغنى بذكره الاقدس فتحولت القفار القاحلة الى رياض يانعة تنبت النفوس وتثمر الكمال " ...
الا ان التبتل والانفراد للتعبد كانا معروفين من قبل المصريين عند اليهود .. فقد روى فيلومن العبرى بأنه كان فى ضواحى الاسكندرية قوم من اليهود عرفوا بالمتأملين فى الالهيات تركوا كل ما يملكون من متاع الدنيا وأووا رجالا ونساء الى التلال المجاورة يقيمون فيها الصلوات ويسبحون بالمزامير والترانيم .. وقال " كاسيانوس " وهو كاتب كنسى " ان التقليد القديم يشهد بأن رهبان وادى النطرون متناسلون من المتأملين فى الالهيات ...
وقيل ان اول دير مسيحى تأسس كان فى سنة 151م حيث عزم " فرونتينوس " على ترك العالم زهدا فى الدنيا وملاذها فجمع اليه جماعة من الاخوة وسار بهم الى وادى النطرون فى مديرية الجيزة , وهناك قضى بقية حياتهم بالنسك والتعبد فى بعض الكهوف الصخرية ... الا ان الرهبنة لم تعرف جيدا فى مصر الا فى عهد القديسين بولا وانطونيوس ...
وكانت تسير الرهبنة على نظام التوحد والانفراد حيث ينفرد الراهب فى مغارة يقضى حياته فيها منعزلا عن البشر , ولكنها فى عهد " أمونيوس ومكاريوس تطورت فصار الرهبان يشتركون ويتعاونون معا ... ثم فى عهد " باخوميوس وشنودة " اجتمعوا جماعات منظمة ووضعوا لآنفسهم قوانين خاصة يسيرون عليها , غير ان كثيرين استمر بعضهم يسير على نظام بولا وانطونيوس وغيرهم على منوال اخر ...
وقد كان رهبان مصر ثلاثة انواع :
النساك : وهم الذين يسكنون الاديرة جماعات وفيئات ...
الزهاد : وهم الذين يعيشون فى الخلوات والصوامع ...
المتبتلون: وهم الذين يجتمع اثنان او ثلاثة منهم فى المدن بدون زواج ....
اما عن سيرة هذا القديس الطوباوى كتبتها من كتاب تاريخ الكنيسة القبطية ...
|
11 - 09 - 2012, 08:04 PM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
كاتب سيرة هذا الاب الطوباوى كما سيأتى معنا هو القديس البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون ..............
هذا البطريرك كان يفتخر بكونه عرف القديس انطونيوس منذ حداثته , وانه استقى له الماء مرارا كثيرة ... فقد قال :
ولد القديس انطونيوس سنة 251م فى مدينة تدعى " كوما " " كوما قيمن الان قرب بنى سويف ومدينة هرقلية قديما التى كانت مشهورة بين مدن الصعيد " ....
ولد من والدين مسيحيين اشتهرا بالغنى فى المال والفضيلة , فربياه على مبادئ الدين والتقوى , فنشأ هادئا وقورا محبا للعزلة والانفراد , كثير القناعة فى جميع مقتضيات المعيشة .. ومع ان والديه لم ينظماه فى سلك التعليم بأحدى المدراس الا انهما هذباه بعلومهما ومعارفهما كما تدل كتابات القديس انطونيوس الباقية الى الان التى تدل على مقدرته وتشهد له بالتضلع ...
ولم يبلغ 18 من عمره حتى فقد ابويه , فألتزم ان يعتنى بتربية اخته الصغيرة ويدبر حركة املاكه الواسعة التى كان ينفق منها كثيرا لاغاثة البائسين , غير ان الافكار المقدسة كانت متملكة عليه , وكثيرا ماكان يعجب من شهامة الاباء الرسل الذين تركوا كل شئ وتجندوا لخدمة الكلمة وكيف كان كل مؤمن بواستطتهم يبيع املاكه ويضع ثمنها تحت اقدامهم ...
واتفق ذات يوم انه ذهب الى الكنيسة كعادته هو واخته , وهذه الافكار تشغل خاطره واذا بفصل الانجيل يقرأ فسمع السيد المسيح يقول لاحد شبان اليهود الاغنياء " ان اردت ان تكون كاملا اذهب بع كل مالك واعطه للفقراء وتعال اتبعنى " فحالما سمع هذه العبارة حسبها صوتا الهيا يناديه من السماء فرضخ لهذه المشورة وعزم على تنفيذها ...
ولما عاد الى منزله شرع فى العمل بهذا الكلام فأعطى اخته نصيبها ثم توجه بها الى دور العذارى التى كانت فى عصره قد اتسع نطاقها واوصى بها رئيستهن لكى تراعيها كأبنة لها , اما هو فأخذ يبيع كل املاكه ويوزع منها على الفقراء حتى لم يبق لنفسه شيئا ... وعاش بعد ذلك من كد يديه حيث كان يصنع قففا وحصرا ويقتات بثمنها ... ثم انصرف همه نحو ترويض جسده على النمو فى الفضيلة والعيشة بالقداسة والتقوى ...
ولم تكن الاديرة معروفة وقتئذ بل كان الاتقياء الهائمون بحب العزله يجتهدون بكل طاقتهم فى الانفراد عن العالم والابتعاد عن معاشرة الناس فيتخذون لانفسهم مغائر لا تبعد قليلا عن المدن والقرى وهناك ينعكفون على العبادة ... فأجتمع انطونيوس ببعض هؤلاء وجعل يمر عليهم ويتعلم منهم الفضائل فكان كالنحلة التى تؤلف شهدها من متنوع الازهار فتعلم من واحد فضيلة الصبر ومن اخر التواضع ومن غيره الصمت ومن اخر الطاعة وهكذا الى ان وصل وكان يزاول العبادة من بينهم شيخا معلما له ... وكانت ذاكرته قوية جدا لدرجة حفظ الانجيل المقدس حتى اعجب به المتوحدون ...
غير ان الشيطان لم يرق له ان يرى شابا كهذا متمسكا بعرى القداسة فجمع قواه ضده وشرع فى الهجوم عليه بواسطة الافكار الرديئة فكان مره يدفعه ليأسف على توزيع ثروته ويقول له يمكنك ان تبيعها وتتصرف بها حسنا وتعيش فى رضاء الله , واخرى يقوده الى الندم على تركه واهماله اخته الوحيدة , وتارة يمثل له مشقات الطريق الذى سائرا فيه , وتارة يملا فكره من الصور الجميلة التى تسوقه الى الفساد ...
اما القديس انطونيوس فقد تسلح تلقاء هذه الهجمات بسلاح اله الكامل فأخذ يردد فى ذهنه فردوس النعيم البهيج وعذاب جهنم المؤلم , وتفانى فى قمع جسده وتذليله فكان ينقطع عن الاكل اليوم كله ويأكل بالليل واحيانا ثلاثة ايام , وكان يلبس المسح ويرقد على الارض او على حصير , فلما عجز الشيطان عن ان يوقعه فى محبة العالم , حاول معه بطريقة اخرى ان يجربه بالفخر والتباهى بأنه افضل الناس قداسة , ولكنه لم يسمح لهذه الافكار ان تستمر معه وبذلك كان يتخلص من التجربة قبل استيلائها عليه ...
وفى يوم عثر على كنز قديم للكنوز التى انهال عليها التراب والرمل فظن انها خيالات ولكنه تحققها وعلم ان الشيطان يريده الرجوع الى العالم ففر هاربا وترك هذا الكنز وذهب الى المقابر وكان احد اصحابه يأخذ مايصنعه من سلال ويحضر مايحتاجه من الخبز والماء والملح ... ويروى انه عاش عمره كله بدون ان يتناول لحما او يشرب خمرا ...
|
|
|
|
11 - 09 - 2012, 08:05 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
ولما وبلغ القديس 35 عاما عزم ان يتوغل فى البرية , وتوجه الى شرقى النيل وتعمق فى البرية حتى عثر على قصر قديم عظيم البناية بنته احد ملوك مصر الفراعنة منذ زمن بعيد فسكن فيه ....
وفى ذلك الوقت كان خبر قداسته قد شاع فى كل مكان فكان الناس يتبادرون اليه لسماع الكلمة ولنوال شفاء امراضهم , وتتلمذ له كثير من الاباء واقام منهم مئات حول قصره وذلك سنة 305م ولكنه كان لا يظهر لهم الا فى النادر حتى مضت 20 سنة وفى نهايتها اضطر الى الخروج والتجلى للذين ارادوا السير على منواله ...
ولما بلغ القديس 55 سنى من عمره حتى امتلآ ت البقاع الموجودة حوله بعدد من الراغبين فى عيشة العزلة حتى قامت الاديرة بجوار ممفيس وارسينو وبابل وافردويت , واماكن كثيرة امتلآت من الرهبان الذين عاشوا تحت اشراف وتدبير القديس انطونيوس ...
وكانت من نصائحه لتلاميذه .....
" يجب عليكم ان تقرروا فى اذهانكم ان الواحد منكم يحتسب ذاته كل يوم انه ابتدأ جديدا حتى لا يكسل ولا يتراخى ... فالانسان يستطيع ان يجد نعما فى اى مكان طالما هو متعلق بالله فى قلبه ... والشياطين يفزعون جدا من الصلوات والصوم والسهر والتقشفات لا سيما من احتقار العالم والفقر الاختيارى وكسر حدة الغضب لان هذه الفضائل تسحق رأس ابليس ....
كما ان اسلحة محاربتنا لاعدائنا هى الايمان الحى والسيرة النقية .. والذى تعبد الله وهجر العالم وان كان كل شئ حتى مجد الملوك وكنوزهم ينبغى ان يحتسب كل ذلك كالعدم بالنسبة الى السماء ... وان الذى تركه يجب عليه تركه بعد قليل لانه ليس بأحد دائم على الارض , وان ترك الانسان مالا يقدر ان يأخذه معه بعد الموت فليس امرا كبيرا ... وكما ان العبد اذا امره سيده بشئ لا يستعفى من عمله لاجل خدمته الماضية , كذلك الرجل المتعبد لله لا ينظر ما قد فعله وانما يلتفت الى مابقى مما يجب عليه لربه وانه لا يجازى ولا ينال الاكليل على البداية بل على النهاية الحسنة ...
فأكتساب الفضيلة ليس امرا صعبا كما يتصوره الناس بل يجب ان نلقى كل اتكالنا عل ربنا يسوع المسيح وان ابليس لا يستطيع ان يضرنا مالم نسلم له انفسنا " ...
وكان القديس عائشا بين تلاميذه الى سنة 311م ففيها سمع خبر ثورة الاضطهاد الذى اضرمه مكسيميان قيصر ... فأسرع مع بعض من رهبانه الى الاسكندرية وطفق يزور السجون ويعظ ويشوق الناس الى سفك دمائهم من اجل المسيح وكان يرتل مع المسجونين وكان يطلب الانفراد بالمتهمين ويثبت ايمانهم ويصف لهم السعادة الابدية ...
فلما علم الحاكم بذلك امر بمنع الرهبان من الدخول الى السجون اما القديس فعزم على متابعة خطته حتى لو ادت به الى الاستشهاد ...
فلبس ثوبا ابيض واعتلى رابية كان الحاكم مزمعا ان يمر بها وطلب من الرب ان يؤهله لنيل الشهادة , فلما رأه الحاكم اعجب بشهامته ونظر اليه نظرة احترام , ومن ذلك الحين هدأت الاضطهادات فعاد القديس البى ديره ...
وكان يحب الاختلاء والتأمل واعتاد ان يصرف الليل كله فى الصلاة راكعا غير متحرك ...
ومر وقت اشتد اضطهاد الاريوسيين على الارثوذكسيين , فأرسل اليه البابا اثناسيوس الرسولى يطلب منه ان يأتى ويناصب معه الاريوسيين ...
وحدث قبل هذا الوقت ان قسطنطين الملك واولاده حرروا لهذا القديس خطابا وطلبوا اليه بخضوع ان يتنازل للرد على رسائلهم فتعجب الرهبان من تواضع الملك واظهروا استغرابهم الزائد فجمعهم القديس وقال " لا تتعجبوا لان ملكوك الارض كتبوا الينا ولا يجب على المسيحى ان يستعظم هذا الامر ويندهش منه , اما الامر العجيب والمذهل للعقول فهو ان الله كتب شريعته من اجل البشر وارسلها على ايدى اصفيائهم .. وفى اخر الايام خاطبنا فى ابنه الوحيد الذى يسمو بما لا يقاس كل كل ملوك وسلاطين " ...
|
|
|
|
11 - 09 - 2012, 08:08 PM
|
رقم المشاركة : ( 8 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
*** لماذا رفض القديس الصلاة ؟ ***
قرأت عن القديس الأنبا أنطونيوس أن الشيطان أيقظه ذات ليلة لكى بصلى. فلم يقبل القديس نصيحته. و قال له: أنا أصلى حينما أريد , و منك لا أسمع...
فتعجبت من هذا الرد , خصوصا من قديس كهذا !!!
أما أنا فلم أفعل مثله... فأخذت أصلى و أصلى و أنخرطت أكثر و أكثر فى الخدمة حتى أننى شككتت فى أب إعترافى الذى كان يثنينى عما رأيته حبا فى شركة المسيح.
و تسألت: لماذا يفعل معى مثلما فعل الأنبا أنطونيوس مع الشيطان ؟!! و لماذا ينصحنى بهذا التدرج الروحى إذا كنت أرى فى نفسى القدرة على قطع أشواطا روحية فى وقت أقل ؟!!
لكن تساؤلاتى لم تدم طويلا...
لأننى لم أستطع المداومة على الصلاة بالشغف نفسه , فإنقطعت تماما عنها
لقد يأست و فقدت ثقتى بنفسى و بالله
و أدركت أننى سقطت
أدركت أن الشيطان يرفع الإنسان لكى يسقطه
و إن سقط يدفعه إلى اليأس فى شماتة
و اليأس يؤدى إلى الإستسلام لأيدى الشيطان
و هكذا أستطاع الشيطان أن يقنع الكتبة و الفريسيين بأن يسلكوا بأسلوبه فكانوا فى إرشادهم الروحى " يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل , ويضعونها على أكتاف الناس. و هم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم "( مت 23:4 )
هذه الأحمال دفعت الناس إلى اليأس قائلين: من يقدر على هذا ؟
أما الرسل فلم يفعلوا هكذا. بل رأوا فى قبول الأمم " أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم " ( أع 19:15 ) و أرسلوا إليهم قائلين " لا نضع عليكم ثقلا أكثر , غير هذه الأشياء الواجبة " ( أع 28:15 ) و قال لهم بولس الرسول " سقيتكم لبنا لا طعاما , لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون " ( 1كو 2:3 )
لذا إن أغراك الشيطان بما هو فوق مستواك الروحى ... فلا تقبل
و تذكر قول الرسول " قاوموا إبليس فيهرب منكم "( يع 7:4 )
و لا تستسلم لليأس فنحن " إن اعترفنا بخطايانا , فهو أمين و عادل , حتى يغفر لنا خطايانا , و يطهرنا من كل إثم "( 1يو 9:1 ) فهو-له المجد- الذى قال لنا " إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج... "( أش 18:1
|
|
|
|
11 - 09 - 2012, 08:09 PM
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
*** معجزة جميلة للآنبا انطونيوس ***
مرة نزل الأنبا أنطونيوس إلي الصومعة الخارجية , وطُلب منه أن يدخل سفينة ويصلي مع الرهبان , فلاحظ وحده رائحة كريهة جدا أما الذين كانوا علي ظهر
السفينة فقالوا أن الرائحة الكريهة منبعثة من المسك المملح في السفينة . فأجاب بأن الرائحة تختلف عن هذا . وبينما هو تكلم صرخ شاب فيه روح نجس كان قد جاء
وإختبأ في السفينة . لما وبخ الشيطان باسم الرب يسوع المسيح انصرف عنه , وشفي الشاب , وعرف الجميع أن الرائحة الكريهة كانت منبعثة من الشيطان
بركة صلوات القديس العظيم الأنبا أنطونيوس كوكب البرية ومصباح الرهبنة تكون معانا جميعا أمــيــن
|
|
|
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
الساعة الآن 07:27 AM
|