v يمكن للشخص أن يكتشف خلال التعقُّل بطريقة عميقة أن الصبر هو أساس الفضائل.
بالصبر صار إبراهيم أبًا للأمم (44؛ تك 17: 5؛ رو 4: 17)، وصديق الله (يع 2: 23).
بالصبر صار إسحق الذي على مثال الابن الوحيد ذبيحة (تك 22: 2).
وبالصبر أيضًا حمل يعقوب عصا كصليبٍ (تك32: 10؛ عب11: 21)؛ وذاك الذي هرب (تك27: 34) جعله الصبر يعود مملوء غنىً (تك 32: 22-23).
بمثل هذا الصبر جاهد أيوب ورفع لواء النصرة، بالرغم من أن خصومه كانوا كثيرين أصحاب سطوةٍ. ومع أنه كان عاريًا تمامًا، بدا كإنسانٍ مسَلَّح، مهوب أمام مصارعيه. وجد أيوب نفسه مطروحًا أرضًا، والذين أرادوا أن يخلقوا عقبات (الشياطين) كانوا يطوفون حوله في الهواء (أف 2: 2). الذين سبوه ارتدوا الأرجوان، أما هو فارتدى القروح. لكن قوات السماوات حسبته بهيًا...
الفقراء يُمَجِّدونه؛ والأغنياء يخدمونه، وكل الأجيال رَكَّزت أنظارها على أيوب كانعكاسٍ للبرّ.
أية حاجة إلى كلامٍ كثيرٍ عنه؟ أتريد أن تتعلَّم قوة الصبر القائم في أيوب؟
كان يوجد ثلاثة أصدقاء يسبونه، كانوا أصحاء جسديًا، مُفعَمين بالحيوية بسبب فيض بركاتهم الزمنية. وإذ كانوا يتعبون من الكلام كان كل منهم يستريح بالتناوب. أما عن أيوب فكان وحده جسمه مُغَطَّى بالقروح، حزين النفس. باحتماله غلب هؤلاء الأقوياء، وبصبره هدأ من الثرثرة المُلتهبة المهذارة للذين يهينونه معتمدين باطلًا على ثرثرتهم.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي