دخل الشيطان في إنسان، فأفقده عقله، ومنعه من الكلام. فهو يمثل الإنسان الخاضع للخطية, فيُفقده الشيطان عقله، ويجعله منشغلا بالشهوات الردية، ويمنعه من التحدث بكلام الله. "قدموه إليه": احتاج هذا الإنسان أن يقوده الناس لأنه لا يتكلم بالإضافة إلى فقده عقله.
قدَّموا هذا الإنسان للمسيح، فأمر الشيطان - بسلطان لاهوته - أن يخرج منه. وفي الحال، خرج، وعاد للإنسان عقله وتكلم. ففرحت الجموع ومجدوا الله الذي أرسل لهم نبيا يشفى أمراضهم، ويخلّصهم من سلطان الشيطان. "لم يظهر قط مثل هذا":أي لم يظهر نبي في تاريخ شعب إسرائيل، له هذا السلطان على الشياطين، وعمل كل هذه المعجزات.
أما الفرّيسيّون -قادة المجتمع اليهودي- فلم يؤمنوا بلاهوت المسيح أو سلطانه على الشياطين، بل بكبريائهم رأوه منافسا لهم في قيادة الجموع، فاتهموه بأن له علاقة "برئيس الشياطين"، ولهذا يخرجها.