رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكمة تُعلِن عن نفسها 1 الْحِكْمَةُ تَمْدَحُ نَفْسَهَا، وَتَفْتَخِرُ بَيْنَ شَعْبِهَا. 2 تَفْتَحُ فَاهَا فِي جَمَاعَةِ الْعَلِيِّ، وَتَفْتَخِرُ أَمَامَ جُنُودِهِ، 3 وَتُعَظَّمُ فِي شَعْبِهَا، وَتُمَجَّدُ فِي مَلإِ الْقِدِّيسِينَ، 4 وَتُحْمَدُ فِي جَمْعِ الْمُخْتَارِينَ، وَتُبَارَكُ بَيْنَ الْمُبَارَكِينَ، وَتَقُولُ: 5 «إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ بِكْرًا قَبْلَ كُلِّ خَلِيقَةٍ، 6 وَجَعَلْتُ النُّورَ يُشْرِقُ فِي السَّمَوَاتِ عَلَى الدَّوَامِ، وَغَشَّيْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا بِمِثْلِ الضَّبَابِ، 7 وَسَكَنْتُ فِي الأَعَالِي، وَجَعَلْتُ عَرْشِي في عَمُودِ الْغَمَامِ. 8 أَنَا وَحْدِي جُلْتُ فِي دَائِرَةِ السَّمَاءِ، وَسَلَكْتُ فِي عُمْقِ الْغِمَارِ، وَمَشَيْتُ عَلَى أَمْوَاجِ الْبَحْرِ، 9 وَدَاسَتْ قَدَمِي كُلَّ الأَرْضِ، وَعَلَى كُلِّ شَعْبٍ، 10 وَكُلِّ أُمَّةٍ تَسَلَّطْتُ، 11 وَوَطِئْتُ بِقُدْرَتِي قُلُوبَ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ. فِي هذِهِ كُلِّهَا الْتَمَسْتُ الرَّاحَةَ، وَبِأَيِّ مِيرَاثٍ أَحِلُّ». 12 حِينَئِذٍ أَوْصَانِي خَالِقُ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي حَازَنِي عَيَّنَ مَقَرَّ مَسْكَنِي، 13 وَقَالَ: «اسْكُنِي فِي يَعْقُوبَ، وَرِثِي فِي إِسْرَائِيلَ». 14 قَبْلَ الدَّهْرِ مِنَ الأَوَّلِ حَازَنِي، وَإِلَى الدَّهْرِ لاَ أَزُولُ، وَقَدْ خَدَمْتُ أَمَامَهُ فِي الْمَسْكَنِ الْمُقَدَّسِ. 15 وَهكَذَا فِي صِهْيُونَ تَرَسَّخْتُ، وَجَعَلَ لِي مَقَرًّا فِي الْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، وَسَلْطَنَتِي هِيَ فِي أُورُشَلِيمَ. 16 فَتَأَصَّلْتُ فِي شَعْبٍ مَجِيدٍ، وَفِي نَصِيبِ الرَّبِّ نَصِيبِ مِيرَاثِهِ، وَفِي مَلإِ الْقِدِّيسِينَ مُقَامِي. 17 ارْتَفَعْتُ كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ، وَكَالسَّرْوِ فِي جِبَالِ حَرْمُونَ. 18 كَالنَّخْلِ فِي السَّوَاحِلِ، وَكَغِرَاسِ الْوَرْدِ فِي أَرِيحَا. 19 كَالزَّيْتُونِ النَّضِيرِ فِي السَّهْلِ، وَكَالدُّلْبِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ فِي الشَّوَارِعِ. 20 فَاحَ عَرْفِي كَالدَّارَصِينِيِّ وَالْقُنْدُولِ الْعَطِرِ، وَانْتَشَرَتْ رَائِحَتِي كَالْمُرِّ الْمُنْتَقَى. 21 كَالْقِنَّةِ وَالْجَزْعِ وَالْمَيْعَةِ، وَمِثْلَ بْخُورِ اللُّبَانِ فِي الْمَسْكِنِ. 22 إِنِّي مَدَدْتُ أَغْصَانِي كَالْبُطْمَةِ، وَأَغْصَانِي أَغْصَانُ مَجْدٍ وَنِعْمَةٍ. 23 أَنَا كَالْكَرْمَةِ الْمُنْبِتَةِ النِّعْمَةَ، وَأَزْهَارِي ثِمَارُ مَجْدٍ وَغِنًى. 24 أَنَا أُمُّ الْمَحَبَّةِ الْبَهِيَّةِ، وَالْمَخَافَةِ وَالْعِلْمِ وَالرَّجَاءِ الطَّاهِرِ. 25 فِيَّ كُلُّ نِعْمَةِ الطَّرِيقِ وَالْحَقِّ، وَكُلُّ رَجَاءِ الْحَيَاةِ وَالْفَضِيلَةِ. 26 تَعَالَوْا إِلَيَّ أَيُّهَا الرَّاغِبُونَ فِيَّ، وَاشْبَعُوا مِنْ ثِمَارِي. 27 فَإِنَّ رُوحِي أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَمِيرَاثِي أَلَذُّ مِنْ شَهْدِ الْعَسَلِ، 28 وَذِكْرِي يَبْقَى فِي أَجْيَالِ الدُّهُورِ. 29 مَنْ أَكَلَنِي عَادَ إِلَيَّ جَائِعًا، وَمَنْ شَرِبَنِي عَادَ ظَامِئًا. 30 مَنْ سَمِعَ لِي فَلاَ يُخْزَى، وَمَنْ عَمِلَ بِإِرْشَادِي فَلاَ يَخْطَأُ. 31 مَنْ شَرَحَنِي فَلَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ستمدح الحكمة نفسها، وتفتخر بين شعبها [1]. تفتح فمها في جماعة العليّ، وتفتخر أمام قدرته [2]. ماذا تقول حكمة الله؟ أ. إذ تدعو المؤمنين إلى اقتنائها، تمدح نفسها وتفتخر بين شعبها، ليس لأنها في حاجة إلى مديحٍ أو مجدٍ خارجي، سواء من بني البشر أو من الطغمات السماوية، وإنما لأنها تقدم ما لها للمؤمنين. وكأنها تقول لهم ما هو لي أهبه لكم. فمن يجدني إنما يشهد لما يناله من مجدٍ باتحاده بي. ب. إن كان السمائيون يمجدونني، فإنني أود أن أرتفع بشعبي الذين أَعتزّ بهم لينضموا إلى جماعة العليّ، فترتفع أفكارهم وقلوبهم إلى السماويات. ج. إن كان مسكن الحكمة في الأعالي وعرشها في عمود السحاب، إلاَّ أنها ليست ببعيدة عن كل الخليقة العاقلة. فإن كان الإنسان قد انحدر إلى أعماق الهاوية (الغمار) بسبب عصيانه وحرمانه من مصدر حياته، فأنا لست ببعيدة أينما وجدت سواء على الأرض أو في البحار أو في الهاوية؛ أخلصه وأنطلق به إلى مسكني في الأعالي، وأضمّه إلى جماعة العلي. بغير محاباة أعمل في حياة المؤمن أيًا كانت جنسيته، لي سلطان على كل شعبٍ وأمةٍ. د. كيف تلتمس الحكمة الراحة؟ إذ تستريح الخليقة العاقلة المحبوبة لدى حكمة الله، تحسب كل راحة للخليقة هي راحة لها أينما وُجِدَت هذه الخليقة. ه. إذ تملأ حكمة الله المسكونة كلها، في السماء وعلى الأرض، غير أنها تهتم بشعب الله، فتنصب خيمتها في يعقوب، وميراثها في إسرائيل [8]. وكأن شعب الله هو بيتها وميراثها. هذا هو وضع كل مؤمنٍ حقيقيٍ، فيتغنى: "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش 6: 3). يؤكد لنا السيد المسيح، حكمة الله وقوة الله: "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). و. يمتد تدبير حكمة الله لخلاصنا الأبدي إلى ما قبل الخليقة، ويستمر عمله إلى الأبد [9]. ز. سلطان حكمة الله على كل الشعوب والأمم [6]، تحسب نفسها عاملة لحساب من يَقْبَلها ويتجاوب معها، فتحسبها مدينتها المحبوبة وهيكلها المقدس، نصيبها وميراثها، وهي نصيبه وميراثه [10-12]. إنها تطلب أن تستقر في الإنسان المؤمن، ويستقر هو فيها. |
01 - 02 - 2024, 08:45 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
ابتديت اشد حيلى
|
رد: الحكمة تُعلِن عن نفسها
يمتد تدبير حكمة الله لخلاصنا الأبدي إلى ما قبل الخليقة، ويستمر عمله إلى الأبد [9].
ز. سلطان حكمة الله على كل الشعوب والأمم [6]، تحسب نفسها عاملة لحساب من يَقْبَلها ويتجاوب معها، فتحسبها مدينتها المحبوبة وهيكلها المقدس، نصيبها وميراثها، وهي نصيبه وميراثه [10-12]. إنها تطلب أن تستقر في الإنسان المؤمن، ويستقر هو فيها. تشكرك يا يسوع عن الحكمة التى أعلنت يها عن ذاتك الالهية أمام البشرية |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|