النميمة واللسان الشرير
15 النَّمَّامُ وَذُو اللِّسَانَيْنِ أَهْلٌ لِلَّعْنَةِ، لإِهْلاَكِهِمَا كَثِيرِينَ مِنْ أَهْلِ الْمُسَالَمَةِ. 16 اللِّسَانُ الثَّالِثُ أَقْلَقَ كَثِيرِينَ، وَبَدَّدَهُمْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ، 17 وَهَدَمَ مُدُنًا مُحَصَّنَةً، وَخَرَّبَ بُيُوتَ الْعُظَمَاءِ، 18 وَكَسَرَ جُيُوشَ الشُّعُوبِ، وَأَفْنَى أُمَمًا ذَاتَ اقْتِدَارٍ. 19 اللِّسَانُ الثَّالِثُ طَرَدَ نِسَاءً فَاضِلاَتٍ، وَسَلَبَهُنَّ أَتْعَابَهُنَّ. 20 مَنْ أَصْغَى إِلَيْهِ لاَ يَجِدُ رَاحَةً، وَلاَ يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا. 21 ضَرْبَةُ السَّوْطِ تُبْقِي حَبَطًا، وَضَرْبَةُ اللِّسَانِ تَحْطِمُ الْعِظَامَ. 22 كَثِيرُونَ سَقَطُوا بِحَدِّ السَّيْفِ، لكِنَّهُمْ لَيْسُوا كَالسَّاقِطِينَ بِحَدِّ اللِّسَانِ. 23 طُوبَى لِمَنْ وُقِيَ شَرَّهُ، وَلَمْ يُعْرَضْ عَلَى غَضَبِهِ، وَلَمْ يَحْمِلْ نِيرَهُ وَلَمْ يُوثَقْ بِقُيُودِهِ، 24 فَإِنَّ نِيرَهُ نِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَقُيُودَهُ قُيُودٌ مِنْ نُحَاسٍ. 25 الْمَوْتُ بِهِ مَوْتٌ قَاسٍ، وَالْجَحِيمُ أَنْفَعُ مِنْهُ. 26 لكِنَّهُ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الأَتْقِيَاءِ، وَلاَ هُمْ يَحْتَرِقُونَ بِلَهِيبِهِ، 27 بَلِ الَّذِينَ يَتْرُكُونَ الرَّبَّ يَقَعُونَ تَحْتَ سُلْطَانِهِ، فَيَشْتَعِلُ فِيهِمْ وَلاَ يَنْطَفِئُ. يُطْلَقُ عَلَيْهِمْ كَالأَسَدِ، وَيَفْتَرِسُهُمْ كَالنَّمِرِ. 28 سَيِّجْ مِلْكَكَ بِالشَّوْكِ. 29 اِحْبِسْ فِضَّتَكَ وَذَهَبَكَ، وَاجْعَلْ لِكَلاَمِكَ مِيزَانًا وَمِعْيَارًا، وَلِفَمِكَ بَابًا وَمِزْلاَجًا، 30 وَاحْذَرْ أَنْ تَزِلَّ بِهِ، فَتَسْقُطَ أَمَامَ الْكَامِنِ لَكَ.
الغضب يُفقِد السيطرة على الإرادة وعلى الحواس والجسد، خاصة اللسان. متى ثار في الفكر أو القلب يُفقِد الإنسان سيطرته على لسانه، فينطق أحاديث بلا ضابطٍ، وتثور أعضاء جسمه بروح العنف، ويحمل في داخله حركات السخرية والعنف الجسماني، وهكذا يتولَّد من الغضب والسخط أعمال شريرة غير محصاة! في اختصار يُفقِد الغضب الحرية ويُقِيم من نفسه أَمة (عبدة) بلا سلطان!