+ لم تكن انوثة اناسيمون ذريعتها للتقهقر امام جحافل الاغراءات التى هاجمت حبها لفاديها.... بل استطاعت رغم سنها الغض ان تشتبك مع جليات السلطة والمال وتصرعه بحرصها على وصية رب الجنود...
+ فى هروبها كانت تموت النهار كله... ولما اواها دير العذارى أماتت الذات والكيان ... تتقدم باجتهاد فى طريق الوداعة والاتضاع وتغض الطرف سريعا عن مرارة انكار الذات اذ تبتلعها .... وتتجاوزها الى عزاء الوجود مع الله ورجاء السلوك فى جدة الحياة.. لذا فهى جديرة بحمل ارفع الاتعاب، وان تتوج بابهى الاكاليل النورانية.
+ يسهل حمل صليب العار والاهانة وقبول المحقرة حينما يرتضى الانسان ان يتخلى عن ارادته فى هذا الطريق الضيق.
+ لم ترهبها صحراء الموت لم تفزعها انياب الليل الكاسر ولا الم الجوع القاتل... تود لو يذبحها ابراهيم الجديد ويقدمها صعيدة للاله الحى..
+ أما عم الكاهن الذى تولى تهذيب اناسيمون منذ الصغر .. ذاك الجندى المجهول فهو الذى علمها منذ الصغر ان تجعل الكتاب المقدس رفيقها فى رحلتها فى الحياة ... علمها كيف تتحرر من المقاييس العالمية .. هو الجندى المجهول بحق الذى حول اناسيمون ربيبة الرفاهية واليسر الى باحثة عن الضيق والعسر...
+ كل خدمة ناجحة مثمرة بهية اعلم ان بها جنود مجهولين ليس لهم اسم بين البشر ولا ذكر لكن اسماءهم مكتوبه بحروف من نور بين السمائيين امام العرش ... كلما ازدهرت الخدمة والحياة الكنسية .. كلما ازدهرت الاديرة .. كلما ازدانت بيوتنا بكل بهى وجميل فاذا هناك جنود مجهولين صامتين واقفين خلف العمدان لا يراهم ذو العين البشرية السطحية .. خلف العمدان يسندون العمدان والاساسات بدموعهم الصامتة ... بسهرهم الهادىء يعملون ليل ونهار...