رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتب القديس مرقس إنجيله للرومان نجده يتبع الآتي 1. يترجم الكلمات الآرامية التي لا يفهمها الرومان مثل "بوانرجس" (مر 3: 17)، "طليثا" (مر 5: 14)، "قربان" (مر 7: 14)، "إفثا" (مر 7: 34) Ἐφφαθά، "إلوي، إلوي، لما شبقتني" (مر 15: 34)، "جلجثة" (مر 15: 21)... فلو أنه كان يكتب لليهود لما كانت هناك حاجة لشرح معنى هذه الكلمات، إذ هي معروفة ودارجة عندهم. 2. يشرح العادات اليهوديّة وأماكنهم وطوائفهم، الأمور التي يعرفها اليهود دون الرومان، فيوضح مفهوم النجاسة عند الفريسيّين واهتمامهم بالغسالات الخارجيّة (مر 7: 2-4)، وعادة ذبح الفصح في اليوم الأول من الفطير (مر 14: 12)، ومعنى كلمة "الاستعداد" (مر 15: 42)، وإنكار الصدوقيّين للقيامة (مر 12: 18). كما يسبق كلمة "الأردن" بكلمة "نهر" (مر 1: 5)، ويوضح أن جبل الزيتون هو تجاه الهيكل (مر 13: 3)، وأن بيت فاجي وبيت عنيا قريبتان من أورشليم (مر 11: 1). 3. إذ كتب البشير متى لليهود اقتبس الكثير من العهد القديم، أما البشير مرقس فلم يقتبس الكثير إذ هو يكتب للأمم. 4. لم يكتب القديس مرقس لليهود كرجال متدينين ولا لليونان كرجال فلسفة وفكر، وإنما للرومان وهم رجال عمل، لذلك جاء السفر صغيرًا في حجمه بلا مقدمات، اهتم بإبراز السيد المسيح في أعماله المستمرة أكثر منه في عظاته أو خطاباته. 5. آمن الرومان بالقوة والسلطة كأصحاب سيادة في العالم في ذلك الحين، لذلك حدثهم الإنجيلي مرقس عن السيد المسيح كصاحب سلطان حقيقي، وقد ظهر هذا الخط واضحًا في السفر كله من بدايته حتى نهايته، فيظهر سلطانه على الشياطين (مر 1: 27) وعلى الأمراض (مر 1: 42) وعلى الطبيعة (مر 4: 39-41) وعلى النباتات (مر 11: 12-20) (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). له سلطان في الهيكل (مر 11: 33)، وأيضًا على السبت كرب السبت (مر 2: 28). بسلطانه الحق يعرف أسرار الأفكار (مر 2: 8) ويعلن عن أسرار المستقبل (مر 13)، قادر بسلطانه أن يشبع الجماهير (مر 6: 33-44، 8: 1-9). آمن الرومان بالسيادة خلال العنف والكبرياء مع الاغتصاب، أما الإنجيلي فيعلن سلطان السيد المسيح خلال التواضع وخدمة الآخرين (مر 9: 33، 10: 35، 45)، وقد جاءت فكرة الألم والصليب تسود السفر كله، فقد استوعبت آلام السيد حوالي ثلث السفر، وإن كان السفر ككل هو تهيئة للنفس لقبول المسيح الملك خلال الألم! 6. قدم الإنجيلي مرقس هيرودس كعينه لملوكهم الذين يجتمع حولهم المتملقون للهو والرقص مع اتسامه بالعنف والقتل ظلمًا، بينما يقدم السيد المسيح الذي يملك ببشارة الملكوت، يجتذب النفس ويرويها فتبهر به. لذلك كثيرًا ما يُعلن الإنجيلي عن التفاف الجماهير حول السيد (مر 1: 28، 33، 45؛ 2: 1-2؛ 3: 7-9؛ 4: 1-2؛ 6: 32-34؛ 7: 24؛ 9: 15؛ 5: 24). الكل يجري إليه حتى إن انفرد في موضع خلاء (مر 6: 32-34) أو أراد أن يختفي في بيت (مر 7: 24). ما أكثر المواضع التي أعلن فيها الإنجيلي أن الجماهير قد بُهتت إلى الغاية (مر 1: 22، 27؛ 4: 41؛ 6: 51؛ 10: 24-26). إنه لا يفرض نفسه على الغير إنما يجتذب بحبه وتواضعه قلوب الكثيرين. 7. ربما ركز الإنجيلي على إبراز الصراع بين السيد المسيح واليهود بطوائفهم ليشجع الرومان على قبول ذاك الذي رفضه اليهود، خاصة وأن السيد المسيح لم يقف ضعيفًا أمام مقاوميه من اليهود، بل كان يفحمهم. وحين صلبوه لم يفعلوا هذا عن ضعف من جانبه، إذ سبق فأعلن لتلاميذه عن صلبه، مؤكدًا ذلك ثلاث مرات (مر 8: 31؛ 9: 31؛ 10: 33-34)، موضحًا أنه يقوم من الأموات ويأتي بمجد أبيه مع الملائكة القديسين (مر 8: 38)، ويأتي على سحاب السماء (مر 14: 62). ومن جانب آخر أوضح اتجاه السيد نحو الأمم (مر 7: 24-30، 11: 17، 13: 10، 16: 15). وقد جاءت الوصيّة الأخيرة: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15). 8. إذ وجه القديس مرقس إنجيله للرومان كشف عن جامعية رسالة الإنجيل لتضم الأمم أيضًا، لذلك كثيرًا ما يستخدم التعبيرين "كل"، "جميع" (مر 1: 5، 28، 33، 39؛ 2: 13؛ 4: 1؛ 6: 33، 39، 41، 55؛ 13: 10). أخيرًا نردد ما قاله أحد الدارسين: "يظهر مرقس كلاهوتي خلاّق عاش وسط جماعة مسيحيّة من أصل أممي، لكنها لم تكن معتزلة عن اليهوديّة تمامًا، لها ثقافتها الخاصة النامية(13)". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو وحده القادر أن يحيا إلى الأبد |
كان معلمنا مرقس في إنجيله يكشف عن شخص ربنا يسوع |
القديس مرقس الرسول و إنجيله |
مامرقس كتب إنجيله للرومان |
كلمة تشجيع للأمم (للرومان) في إنجيل مرقس |