ليست معرفة المسيح هدفًا بحدّ ذاته، إنها تدفعنا دائمًا باتِّجاه الآخرين وباتِّجاه ذواتنا. يلتقي التِّلميذان صدفة بسمعان، أخو اندراوس ويشاركانه اكتشافهما "وَجَدْنا المسيح" (يوحَنَّا 1: 41). فيلتحق بهما سمعان ويذهبون كلهم باتّجاه المسيح. هنا لا يقول لنا النَّص ما الذي اكتشفه سمعان من المسيح، بل على العكس، يقول لنا كيف حوّل المسيح شخصية سمعان كليَّة بإعطائه اسم جديد "أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا، أَي صَخرًا " (يوحَنَّا 1: 42) فنيل اسم جديد من الله يعني تغيّر الهوّيَّة، وإن لقب الصَخرة هو من ألقاب الله نفسه (مزمور 18: 3)، والمسيح أيضا (1 قورنتس 10: 4)، وأخيرًا بطرس (يوحَنَّا 1: 42). مع هذا الاسم يَعبر شيئًا من الله ومن المسيح إلى بطرس، التلميذ المدعو أيضًا ليكون أساسًا لبقيَّة التَّلاميذ " وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ" (لوقا 22: 32). نحن كلنا مدعوُّون على مثال التلاميذ يسوع الأوائل أنّ نسعى لنسمع الصوت الرَّبِّ ونتعرف على رسالته في يّومنا هذا.