طوبى لمن لا تدينه نفسه، ولم يَخِبْ من رجائه [2]. ضبط اللسان بروح الرجاء المُفرِح: حسن أن يدين الإنسان نفسه في تسيُّب لسانه، لكن فيما هو يُقَدِّم التوبة بدموع الندامة، تمتزج هذه الدموع بدموع الرجاء المُفرِح، لأنه يلتقي بغافر الخطايا ومُقَدِّس النفوس من الفساد. لقد حذَّرنا الرسول بولس ألاَّ نصنع شيئًا بدمدمة، فنسقط في هوة اليأس. ذلك كما فعل يهوذا الذي ندم وألقى بالفضة للذين سلَّموه إياها، لكنه لم يفتح قلبه بالرجاء في مُخَلِّص البشر كما فعل سمعان بطرس، الذي قال: "أنت تعلم يا ربّ إني أحبك" (يو 21: 15).
هذا ما يؤكده القديس يوحنا الحبيب بقوله: "إن لامتنا قلوبنا، فالله أعظم من قلوبنا" (1 يو 3: 20). بمعنى إن أعلنت لنا حياتنا الداخلية أن دوافعنا غير سليمة فلنرتمي على الله، معترفين له بضعفنا بالرغم من مديح الناس لنا، وهو أعظم من قلوبنا، لأنه وحده القادر على إصلاح دوافعنا.