إنكم ترون إنه لم يكن ممكنًا بدون عمل الله أن ينجح (داود) في السيطرة على هؤلاء الشديدي الهياج، لقد وُجِدَتْ نعمة الله على شفتي الرجل المُلهَم تُقَدِّم نوعًا من هذه الكلمات المُقْنِعَة. على أي الأحوال لم تكن مساهمة داود بقليلةٍ، فقد سبق فشكَّلهم في الماضي، لذلك وجدهم في اللحظة الحاسمة مُستعِدِّين وراغبين (فيما تعلَّموه منه). ها أنتم ترونه لم يكن كقائد لفِرق (جيشٍ) يأمرهم، وإنما ككاهنٍ، وقد كان الكهف كنيسة في هذه المناسبة.
كان كمن سيم أسقفًا يُقَدِّم لهم عظة. وبعد العظة قدَّم نوعًا من الذبيحة الرائعة غير العادية، لا بتقديم ثور كذبيحة ولا ذبح حملٍ، بل ما هو أعظم منهما، قدَّم لله وداعةً ورحمةً، ذابحًا الغيظ (الخفي) غير العامل فيه، قاتلًا الغضب، ومُميتًا الأعضاء التي على الأرض. عمل كفدية وكاهنٍ ومذبحٍ. كل شيءٍ صدر منه، الفكر الذي قدَّم لطفًا ورحمة، ووداعة القلب، الأمور التي جعلها تقدمات (لله).
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم