v استمع يا الله إلى صلاتي وأنا مضطرب، خلِّص نفسي من الخوف من العدو.
ثار الأعداء ضد الشهداء. فماذا كان صوت جسد المسيح هذا (أي الشهداء) وهو يصلي؟
هل كان يصلي أن يُخَلِّصه من الأعداء، وألا يكون للأعداء سلطان لقتله؟ هل لم يُسمَع لهم لأنهم قُتِلوا؟ وهل ترك الله خدَّامه الذين كانت لهم قلوب مُنسحِقة، وهل استخفّ بالذين كان لهم رجاء فيه؟ بالتأكيد لا! لأن من يدعو الله وهو ينساه؟! من ترجَّاه، وتركه؟!
لقد سُمِع لهم، وقُتلوا. ومع ذلك تخلَّصوا من أعدائهم.
آخرون كانوا خائفين استسلموا وعاشوا. ولكن هؤلاء أنفسهم ابتلعهم أعداؤهم.
الذين قُتِلوا خلصوا، والذين عاشوا اُبتلعوا.
هذا هو ما أشار إليه صوت المرتل المُتعرَّف عليه عندما قال: "لئلا يبتلعونا ونحن أحياء" (مز 124: 3). كثيرون في الحقيقة اُبتلعوا وهم أحياء، ولكن كثيرين آخرين ابتلعوا وهم أموات. الذين يحسبون المسيحية غباوة هم بالفعل أموات. يأتي وقت يبتلعون فيه أنفسهم.
القديس أغسطينوس