القديسة الشهيدة ثيؤدورة

[Marina Greiss]

حياتها المباركة :

ولدت ثيؤدورة فى اواخر القرن الثالث الميلادى وكان ابوها ثريا كما كان احد عظماء المسيحين فى زمانه وقد رباها ابوها تربية مسيحية مباركة وامتازت الفتاة بجمال المنظر ورقة الطباع والاخلاق الحميدة وكانت لا تخرج من دارها الا للتوجه الى الكنيسة والتناول من الاسرار المقدسة.
ولما صدرت اوامر دقلديانوس با ضطهاد المسيحيين شكاها الاشرار للوالى المحلى بانها مسيحية فاستحضرها امامه وسرعان ما استهواه جمالها فاراد ان يتزوجها فرفضت باصرار وقررت انها عروس للمسيح وحده.

تجربة صعبة ورعاية الهية:

اغتاظ الوالى الشرير بسبب عدم استجابة الفتاة الحكيمة لميوله الجسدية فامر بان تودع فى منزل للعاهرات كما امر بان تلقى انواعا كثيرة من التعذيب البدنى < علاة على التعذيب النفسى > وكان قصده من وضعها فى مكان الشر ان تسقط فى الدنس وتيأس فيسهل بذلك تركها للمسيح !
ولكن الله لم يترك ابنته الطاهرة حسب وعده الصادق اذ بلغ خبر دخولها الى البيت النجس لشاب مسيحى امين يدعى <ديديموس> فارتدى ثياب جندى رومانى واسرع نحو المنزل الشرير ودخل الى مخدع العذراء <ثيؤدورة> فظنته من الاشرار فانزعجت فى قلبها خوفا على طهارتها وعفتها المقدسة فطمانها الشاب الطاهر بانه -اخوها فى الرب - وان عريسها المسيح قد ارسله لانقذها من ورطتها فشكرت الرب على محبته ورعايته .

امانة حتى الموت:

طلب ديدموس من العذراء الحكيمة ان ترتدى لباس الجندية الذى اتى بها وان يلبس هو ثيابها ليسهل لها الهرب وان تخفى وجهها كعادة الخارج من امثال تلك المنازل الفاسدة وظل هو قابعا فى موضعها دون ان يخشى ما قد يحدث له من عذاب! ولما اراد الوالى ان ينفذ امره فيها بتعذبها بدنيا اذا هى تمسكت بايمنها وارسل جنده الى هناك فوجدوا الشاب المسيحى الشجاع فى موضعها فاعترف -صراحة- بانه هو الذى قام بتهريبها سرا حفاظا على عفافها لانها اخته المقدسة بدنا وروحا فامر الوالى بقتله!
ولما عرفت ثيؤدورة بالخبر اسرعت بالخروج من مخبأها واتت الى ساحةالاستشهاد وصاحت باعلى صوتها <توقفوا لاتنفذوا حكم الاعدام فى هذا الاخ لانى انا الذى استحقه> ثم خاطبت الشاب العفيف قائلة <ايها الاخ ديديموس لا تختلس اكليلى> فرد الشاب المحب <اكملى جميلى معك يا اختى ودعينى اموت عوضا عنك >!! فقالت له الشابة الحكيمة <لقد سمحت لك بان تنقذ عفافى من الدنس ولكن لن اسمح لك الان بان تاخذ اكليلى>
ولما راى الوالى اصرارها على التمسك بالاكليل امر بقتل الاثنين معا وبذلك سافرا الى الفردوس انتظارا لنيل الاكليل الابدى فى يوم العرس الدائم........
بركة شفاعتهما تكون معنا امين

[Mary Naeem]

شفاعتها تكون معنا
ربنا يبارك حياتك