فَاسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ متى يأتي رَبُّ البَيت:
أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياح الدّيك أَم في الصَّباح
"أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياح الدّيك أَم في الصَّباح" فتشير إلى هِجْعات الليل الأربع: السَّاعة 6، 9، 12، 3، وكلُّ قسم عبارة عن 3 ساعات. وفي كل هجعة يُبدّل الحَرس بحسب التَّقسيم الرُّوماني لليل. فالمساء يمتد من المغرب إلى نهاية السَّاعة الثَّالثة منه، ونصف الليل فهو نهاية الهجعة الثَّانية، وصِياح الدّيك هو ثلاث ساعات بعد نصف الليل، والصَّباح من نهاية صِياح الدّيك إلى الصَّباح. وأمَّا العبرانيون قسَّموا الليل (مدة الظلام) إلى ثلاثة أقسام سمّوا كل قسم هزيعًا (خروج 14: 24). أمَّا الهزيع الأول فهو من غياب الشَّمس إلى منتصف الليل. والهزيع الثَّاني هو من منتصف الليل إلى أول صِياح الدّيك، والهزيع الثَّالث من صِياح الدّيك إلى شروق الشَّمس (لوقا 12: 38)، ولكن العِبْرانيون اقلعوا عن هذه التَّقسيم بعد عودتهم من السَّبي، إمّا بتأثرهم بالحضارة الفلكيَّة فيما بين النَّهرين وفارس، أو لسبب تأثُّر فلسطين بالحضارة اليونانيَّة الرُّومانيَّة. وكانت نتيجة لذلك أن أخذوا يُقسِّمون الليل إلى أربعة أقسام، كما الوَاردة أعلاه، ثم أخذ العبرانيون يُقسِّمون الليل بطوله إلى السَّاعات الاثني عشر، حسبما نفعله اليوم (أعمال 23: 23). فهده الأوقات الّتي يسردها مرقس الإنجيلي قد ترمز إلى مراحل آلام يسوع.