رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وتُحشَرُ لَدَيهِ جَميعُ الأُمَم، فيَفصِلُ بَعضَهم عن بَعْضٍ، كما يَفصِلُ الرَّاعي الخِراف عنِ الجِداء تشير عبارة "تُحشَرُ لَدَيهِ جَميعُ الأُمَم" إلى يسوع الدَّيَّان الذي هو المَلِك والرَّاعي الذي يجمع شعبه للدَيْنونَة (حزقيال 34: 12-17)، والدَيْنونَة هنا لا تدل على دَيْنونَة الأموات، كما هو وارد في رؤيا "رَأَيتُ الأَمواتَ كِبارًا وصِغارًا قائِمينَ أَمامَ العَرْش. وفُتِحَت كُتُبٌ، وفُتِحَ كِتابٌ آخَرُ هو سِفرُ الحَياة، فحوكِمَ الأَمواتُ وَفقًا لِما دُوِّنَ في الكُتُب، على قَدرِ أَعْمالِهم" (رؤيا 20: 12)، إنَّما دَيْنونَة جميع الأحياء والأموات. والدَيْنونَة هنا هي عاقبة أبديه تقرِّرها الأعمال، كما يؤكِّد ذلك سفر رؤيا " فحوكِمَ كُلُّ واحِدٍ على قَدرِ أَعْمالِه" (رؤيا 20: 13). يدين يسوع المَلِك جميع الشُّعوب ويُجازيها على أعمال الرَّحمة التي صنعوها أو لم يصنعوها للآخرين المحتاجين. والرَّحماء عنده يُرحمون، كما صرّح يسوع في عظة التَّطويبات "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون"(متى 5: 7). أمَّا عبارة " جَميعُ الأُمَم " فتشير إلى جميع شعوب الأرض "كل العَالَم " (متى 24: 9، 28: 19). ولا يستثنى منها أحد لا اليهود ولا الوثنيِّين (لوقا 24: 47). نقف جميعًا أمام الدَّيَّان، مسيحيُّون وغير مسيحيِّين، مُؤمنون ومُلحِدون، مُسلمون وهندوس... يجتمع أمام المسيح الدَّيَّان جميع الأحياء والأموات منذ بدء الخليقة إلى يوم القيامة (يوحنا 5: 28). أمَّا عبارة "الرَّاعي" فتشير إلى مُهِمَّة الرَّاعي التي تُشبه مهمة المَلِك، أي الرَّعاية والاهتمام والاعتناء بكامل القطيع. فكلُّ المحتاجين: الجِياع والعِطاش، والغُرباء والذِين بلا مأوى، والعُريان والمِرضى والمَساجين، هم أعضاء مملكته. أمّا عبارة "فيَفصِلُ بَعضَهم عن بَعْضٍ" فتشير إلى تمييز الملائكة الناس الأخيار عن الناس الأشرار حيث يُفصلون إلى الأبد اعتبارًا من أعمالهم بحسب أيمانهم بالمسيح أو عدم إيمانهم به. أمَّا عبارة "يَفصِلُ الرَّاعي الخِراف عنِ الجِداء" فتشير إلى حكم المسيح على الأبرار والأشرار بفصلهم عن بعضهم البعض كما يفصل الراعي الخِراف والجِداء الكثيرة التي ترعى معًا، ولكنها تُعزل عن بعضها، عندما يأتي موسم الجِزاز. ويشير حزقيال النَّبي إلى الحكم بين ماشية وماشية، بين الغَنم والماعز وبَينَ الكِباشِ والتُّيوس بقوله " وأَنتُنَّ يا خِرافي؟ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة، بَينَ الكِباشِ والتُّيوس" (حزقيال 34: 17). وهو دليل واضح أنَّ العَالَم ينقسم في اليوم الأخير إلى قسمين فقط بين الأبرار والآشرار، كما أشار ربنا إلى ذلك في مثل القمح والزؤان (متى 13: 24-30) ومثل الشَّبكة" فلَمَّا امتَلأَت أَخرَجَها الصَّيَّادونَ إلى الشَّاطِئ وجَلَسُوا فجَمَعوا الطَّيِّبَ في سِلالٍ وطَرَحوا الخَبيث" (متى 13: 47-50). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|