رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتادت البائعة العجوز أن تتجه في الصباح الباكر إلى سوق المدينة في عربة صغيرة تحمل الخضروات وأقفاص الطيور وأقراص الزبد. وهناك في السوق تضع كل شيء على منصة عالية وتأخذ مكانها تحت مظلة تنتظر من يأتي ليشتري. تقدَّمت الأيام بهذه السيدة، وأصبحت بحاجة إلى مَنْ يساعدها في الصعود إلى المنصة وتجهيز المكان لها وترتيب بضائعها لكي تستطيع أن تبيع لعملائها. ولذلك فقد اعتاد الناس أن يشاهدوا رجلاً محترمًا، يأتي كل صباح ويساعد هذه السيدة للصعود إلى المنصة ويساعدها في ترتيب كل شيء ثم يُقَبِّلها وينصرف في سيارته، لكنه يعود آخر النهار ليجلس معها ويتحدث معها فترة من الوقت ثم يأخذ بيدها ليساعدها في الذهاب إلى بيتها. وما يجب أن نعرفه أن هذا الرجل هو إميل فرانسوا لوبيه (1838 1929) والذي أصبح رئيسًا لفرنسا سنة 1899، وكانت أمه في ذلك الوقت ما زالت تبيع الخضروات في سوق بونتليمار. وهذا الرجل لم يجد أي حرج من عمل الأم ولم يبتعد عنها أو يهرب منها. لم يغلق عليها الأبواب، ولم يختلق لذلك الأسباب. كان من الممكن أن يأخذها إلى أفخم جناح في قصر “الإليزيه”، لكنه سلَّط عليها الأضواء، وساعدها على ممارسة الحياة الإيجابية بالصورة التي تريحها وتسعدها. |