منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 09 - 2023, 10:15 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

مزمور 115| اعتراف جماعي

اعتراف جماعي

حينما تحل بالإنسان تجربة قاسية، ويسقط في حالة إحباط، يعيره البعض قائلين: أين إلهك؟ (مز 42: 3)، وكما جاء في يوئيل: "لماذا يقولون بين الشعب: أين إلههم" (يوئيل 2: 17). وأيضًا قال ربشاقي الأشوري: "هكذا يقول الملك: لا يخدعنكم حزقيا، لأنه لا يقدر أن ينقذكم، ولا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب... هل أنقذ آلهة الأمم كل واحدٍ أرضه من يد ملك أشور؟" (إش 36: 14-18) أما ما هو أخطر من هذا، فهو أن يصدر هذا التساؤل من داخل الإنسان، حين يشعر كأن الله في سماواته لا يبالي به، ولا يهتم بإنقاذه.
ولعل هذا التساؤل جاء من بعض الأمم، الذين إذ يدخلون أورشليم أو أية مدينة من مدن إسرائيل، ولا يجدون تماثيل ثمينة، يعيّرون اليهود بأنهم بلا آلهة.
جاء هذا المزمور باعترافٍ جماعيٍ، أن الضيق الذي حلّ بهم ليس بسبب تجاهل الإله السماوي لهم، وإنما بسبب خطاياهم.




لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ، لَيْسَ لَنَا،
لَكِنْ لاِسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا،
مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ [1].
يقدم المؤمن هذه التسبحة لله، فإذ يتطلع إلى الأمم المحيطة به، وهي تنكر الإيمان لا يسقط في الكبرياء، حاسبًا نفسه أنه أفضل منهم، بل ينسب كل ما بلغ إليه إلى نعمة الله ومراحمه، ومن أجل أمانة الله بالرغم من عدم أمانتنا. يجحد المرتل كل برٍّ ذاتي واستحقاق بشري، ليعلن مجد الله العامل برحمته وأمانته وحقه الإلهي في حياة مؤمنيه الجادين في التمتع به.
غالبًا ما يرتبط تعبير "أعطِ مجدًا" بالاعتراف بالخطية، كما حدث حين أخطأ عخان بن كرمي. "فقال يشوع لعخان: يا ابني أعطِ الآن مجدًا للرب إله إسرائيل، واعترف له، وأخبرني الآن ماذا عملت. لا تُخفِ عني" (يش 7: 19).
أيضًا عندما أخذ الفلسطينيون تابوت العهد، فسقط إلههم داجون أمامه، قال لهم العرافون والكهنة: "أعطوا إله إسرائيل مجدًا، لعله يخفف يده عنكم وعن آلهتكم وعن أرضكم" (1 صم 6: 5).
في هذا المزمور يعترف الشعب بأن الله بار، وما حلّ بهم من كارثة هو ثمرة طبيعية لشرورهم، وليس لهم ما يقدمونه من جهتهم ليطلبوا رحمته سوى أن يتمجد اسم الله وتظهر أمانة الله بالرغم من عدم أمانتهم. يقول الرب نفسه: "لا من أجلكم أنا صانع يقول السيد الرب، فليكن معلومًا لكم، فاخجلوا واخزوا من طرقكم يا بيت إسرائيل" (حز 36: 32).
جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "أعطِ المجد على رحمتك وحقك".
يقول القديس أغسطينوس إنه كثيرًا ما تربط المحبة الرحمة والحق معًا في الأسفار المقدسة. [ففي رحمته يدعو الخطاة، وفي حقه يدين الذين عند دعوتهم يرفضون المجيء إليه.]
* لأن المسيح مات عن الخطاة (رو 5: 6)،
لا يطلب الناس أي مجد لهم، بل لاسم الرب.
القديس أغسطينوس





لِمَاذَا يَقُولُ الأُمَمُ:
أَيْنَ هُوَ إِلَهُهُمْ؟ [2]
يحاول عدو الخير على الدوام أن يشكك المؤمنين في رعاية الله لهم واهتمامه بهم. يبذل كل الجهد في كل العصور أن يصَّور الله في سماواته في عُزلةٍ، لا يبالي بشئون البشر.
يشعر الإنسان بالمرارة حين يهين غير المؤمنين الله كأنه غير موجود، أو لا حول له ولا قوة، مع أن السبب الحقيقي فيما يحل به هو خطاياه.
عندما لا يعود يُكرز بالإيمان به، إذ يأتي على السحاب ويولول غير المؤمنين، عندئذ لا يقول الأمم: أين هو إلههم؟"، بل يقفون في خوفٍ ورعدةٍ.
* وكما يقول النبي: "لأن عندك ينبوع الحياة. بنورك نرى نورًا" (مز 36: 9). فالذين يشربون من غنى بيت الله، من نهر فرحه، يصيرون في نشوة. أيضًا كان داود العظيم في نشوة، لأنه خرج من نطاق نفسه إلى آفاق الفرح والسعادة الغامرة. فقد رأى الجمال الغير منظور، وصرخ بصوته الذي تقوده القوى المقدسة: "لماذا يقول الأمم أين هو إلههم" (مز 115: 2). يشرح داود بهذا التعبير كنوز الله العظيمة جدًا التي تعلو عن التعبير عنها. وقال بولس، بنيامين الجديد، وهو في نشوة السعادة والفرح العظيم: "لأننا إن صرنا مختلين فللَّه (تُعتبر النشوة والسعادة حركة ناحية الله) أو كنا عاقلين فلكم" (2 كو 5: 13). وأشار بولس بطريقة مماثلة إلى فستوس قائلًا: "لست أهذي أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والصحو" (أع 26: 25) .
القديس غريغوريوس النيسي

إِنَّ إِلَهَنَا فِي السَّمَاءِ.
كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ [3].
إن كان العدو يحاول تشويه صورة الله نفسه، فيصوره في عزلة في السماء، لا عمل له، ولا دور له على الأرض، فإن المؤمنين من جانبهم يؤكدون أنه في السماء حيث لا موضع للعدو فيها ولا للشر مكان أو دور. إنه يعمل لحساب البشرية موضع حبه. كثيرًا ما يؤكد الكتاب المقدس: "الرب قريب". هو في السماء، لكنه قريب للغاية، أقرب إلينا من أعضاء أسرتنا وأحبائنا. قريب أيضًا بسبب محبته، وكما يقول رب المجد يسوع: "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أيضًا أعمل".
إن كان الله غير منظور، إلا أنه حاضر في كل مكان، ويريد أن يعمل. إنه في السماء، ويود أن يحمل المؤمنون روح القداسة اللائقة به.
حينما رجع نبوخذنصر إلى عقله، وأدرك خطورة كبريائه، قال: "حسبت جميع سكان الأرض كلا شيء، وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الأرض، ولا يوجد من يمنع يده، أو يقول له ماذا تفعل؟" (دا 4: 35)
* إنه في السماء وعلى الأرض كما يشاء يفعل،
سواء بين الذين في مراتب عليا أو دنيا من شعبه.
إنه يقدم نعمته هبة مجانية،
فلا يفتخر أحد باستحقاقاته الذاتية لأعماله.
القديس أغسطينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 118 | حمد جماعي
مزمور 102 | نحيب جماعي
مزمور 95 | نشيد جماعي
مزمور 53 - فساد جماعي
مزمور 51 - اعتراف بالإثم


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024