رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 112 | خوف الرب غالب كل المخاوف في المزمور السابق كان المرتل يُسَبِّح بكل قلبه، سواء في مخدعه أو بين الشعب كخورُسٍ متهللٍ، يجد لذته في التمتع الدائم بمعرفة الله وأسراره والعبادة الحية والسلوك العملي والتلذذ بالوصية الإلهية، وتذوق خلاص الله العجيب. الآن في هذا المزمور يرى المرتل الإنسان التقي خائف الرب يمارس الحياة المطوبة بلا قلق، لأن الله نفسه سنده لن ينساه قط! يرى بعض الدارسين أن واضع المزمور السابق هو نفسه واضع هذا المزمور بوحي الروح القدس. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن افتتاحية هذا المزمور تأتي كتكملة لنهاية المزمور السابق، وكأنهما مزمور واحد. * يبدو لي أن الافتتاحية تأتي ملاصقة لخاتمة المزمور السابق له، وأنه استمرار له وملتصق به كجسمٍ واحدٍ. أقصد أنه هناك قال: "بدء الحكمة مخافة الرب" (مز 111: 10)، أما هنا "طوبى للرجل الذي يخاف الرب"، مُقَدِّمًا تعليمًا خاصًا بمخافة الرب بكلمات مختلفة، لكنها تحمل ذات الفكر. هناك تذكروا أنه قال بأنه حكيم، وهنا يقول أنه سعيد (مطوّب). القديس يوحنا الذهبي الفم يُقَدِّم لنا هذا المزمور صورة للإنسان خائف الرب أو التقي الخاضع لإرادة الله، والمطيع له في كل شيء. هذا المزمور هو أحد المزامير الخاصة بالحكمة، يُقَدِّم لنا مقارنة بين الإنسان الحكيم خائف الرب الذي يتحدى كل المخاوف، والشرير الذي لا سلام له. يقول إشعياء النبي: "قدِّسوا رب الجنود، فهو خوفكم، وهو رهبتكم" (إش 8: 13). في هذا المزمور نرى خائف الرب متهللًا جدًا بوصاياه [1]، لا يخاف أحدًا ولا شيئًا ما [7-8]. من يخاف الرب لا يحتاج أن يخاف من شيءٍ ما أو من ظروفٍ معينة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|