My happy room. (اوضتي السعيدة).

[walaa farouk]

كنت باتكلم مع اختي اللي عايشة في انجلترا
وطبعاً دايماً المواضيع تتطرق للأحفاد واخبارهم ونوادرهم.
لقيتها بتحكي لي بابتسامة عريضة عن آخر مرة حفيدتها الصغيرة
اللي عندها حوالي ٧ سنين كانت عندها.
وانتوا عارفين طبعاً ان العيال بِتِزهق بسرعة
وعايزين ينطوا من حاجة لحاجة
والجدود بيبقي عندهم تحدي
يسلُّوهم ازاي علشان يحبوا ييجوا تاني وتاني.
المهم بعد ما قعدوا يلعبوا مع بعض في المطبخ بالصلصال
قالت لها انا عايزة اروح “my happy room” (اوضتي السعيدة).
فاختي استغربت وسألتها انهي أوضة دي؟
المهم اخدتها من ايدها ووديتها لأوضة صغيرة جداً مليانة ورق
واقلام والوان بتحب كل ما تيجي تقعد تلون فيها
. بس الغريبة بقى ان هي دي نفس الأوضة
اللي اختي بتقعد فيها كل يوم الصبح تقرا الكتاب وتصلي
. كان ممكن يكون المطبخ هو ال happy room
بتاعتها لإنها برضه بتلعب فيه بالصلصال ودي حاجة هي بتحبها، لكن ماسمتهوش كده. كان في حاجة في الأوضة الصغيرة دي
مخلياها ليها انطباع تاني على الطفلة الصغيرة
. وطبعاً اختي فرحت وقالت لها ان دي كمان ال happy room بتاعتها. فحفيدتها سألتها "هو انتي كمان بتحبي تلوني فيها؟"
ضحكت وقالت لها انها بتعمل فيها حاجة مفيش حدود لحلاوتها؛
بتقرا الكتاب المقدس وبتتكلم فيها مع ابوها السماوي
في كل حاجة وبتصلي لهم واحد واحد.
وقعدت تسألها بتصلي لمين بالإسم ولما قالت لها أسامي القريبين
، الطفلة الصغيرة ببراءة قالت لها انتي اكيد بتصلي لحاجات وناس تانيين. والتفت للألوان بتاعتها وكملت وهي مبسوطة.
فعلاً الأماكن اللي بنقعد فيها نقضي خلوتنا مع ابونا السماوي
بيكون ليها طعم مختلف ومشاعر تاني خالص
. بنلاقي فيها راحة مش بنلاقيها في اماكن تانية
. في بيوت تدخلها تحس في ثانية انك مرتاح وفرحان
ويمكن تلاقي دفا في قلبك ودموع في عينيك وتكتشف ان البيت ده مليان بالصلاة والصلاة هي اللي بتملاه بالحضور الإلهي العجيب ده. مش بس البيوت، لكن كمان كنايس تشعر فيها بسلام وفرح عُجاب
أول ما رجلك تخطي فيها وتبقى مشتاق قوي تروحها
لو غيبت عنها بسبب ظروف
، ولو دورت على اسباب هتلاقيها كلها ولا حاجة
جنب حضوره فيها وراحته وسط اسوارها وجسدها.
انا الصراحة لما باسافر بتكون اكتر حاجة فارقة معايا اني مش في اوضتي وابقى باعِّد الأيام علشان ارجعلها لإنها برضه ال happy room بتاعتي. المكان الخاص جداً اللي باتقابل فيه مع بابايا
. اتكلم معاه واحكيله كل حاجة فيها. اللي بيكون
هو ماليها اصلاً بحضوره من كتر ما حصل فيها كلام رايح جاي، خلق فيها مشاعر واحاسيس مش هيفهمها غير اللي جربها.
المكان اللي ينفع بحرية اقول له اي حاجة وكل حاجة.
المكان اللي بيحول فيه كل ألم ومعاناة لأغاني وترنيمات. و .. و .. و.
باختصار. MY HAPPY ROOM.

يتهلل قلبي بك ويفرح
بحضورك ربي يسوع فيسبح
في واحة حبك من جودك انهل
في واحة حبك من جودك انهل

“مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ ٱلْجُنُودِ! تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ ٱلرَّبِّ
. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِٱلْإِلَهِ ٱلْحَيِّ.” (مزمور ٨٤: ٢،١).