رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ، فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ [17]. المبدأ الإلهي كما ورد في المزامير: "يعطيك الرب حسب قلبك". فمن يشتهي البركة ينالها، ومن يُسَر باللعنة للآخرين إنما يكيلها لنفسه لا للغير. إن كان هذا المزمور يُحسَب مزمور لعنة ضد الشرير المُصَمِّم على شره، فإن هذه اللعنة ليست شهوة قلب المرتل، بل هي ثمرة طبيعية للفساد الذي يجلبه الشر. فلا نعجب إن قيل عن الشرير: "وأحب اللعنة فأتته، ولم يُسَر بالبركة فتباعدت عنه" [17]. حقًا إن للخطية لذَّتها وجاذبيتها بالنسبة للشرير، فيُحبها ويَقْبَل لعنتها، ولا يستعذب العشرة مع الله، بل يستثقلها، فلا يُسَر بالبركة الإلهية التي تود أن تقتنيه ويقتنيها، لكنه إذ يرفضها لا تلزمه، بل تبتعد عنه. * أحب يهوذا اللعنة، سواء بسرقته من الصندوق أو بيعه وخيانته للرب، وأحَب الشعب اللعنة علانية، عندما قالوا: "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 27: 25). "ولم يُسَر بالبركة، فتباعدت عنه". هكذا بالحقيقة كان يهوذا، إذ لم يحب المسيح، الذي فيه البركة الأبدية، والشعب اليهود يقرون بالأكثر رفضهم للبركة، الذين قيل لهم بذلك الذي استنار بالرب: "ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟" (يو 9: 27). القديس أغسطينوس * إن آراءهم وأفكارهم وأعمالهم كلها ملعونة. واللعنة شملتهم مثل الثوب الذي يشمل الجسد كله. وتشدهم كما تشد المنطقة الجسد وتحضره. وهذا منذ الوقت الذي صلبوا فيه المسيح إلى الأبد، إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله بالإيمان. الأب أنسيمُس الأورشليمي * "وأحب اللعنة، فتحل عليه؛ ليس لديه وقت للبركة، فتبتعد عنه" [17] بعد أن طلب (المرتل) حلول كوارث عليه، يظهر أنها ليست من عنده، وإنما مصدرها الشرير نفسه وأصلها منه، رافضًا بأعماله نعمة الله، جالبًا على نفسه الأسى من عند الله . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس برصنوفيوس * يا أولادي، هذا لكي لا يعترض أحدٌ على أنّ الله كان قد قرّر أن تُعطَى المقدرة للشيطان، لأنه منذ البدء كان قد منحه قدرةً فائقةً، وما أعطاه له لم يستردّه منه، ولكن ذاك الذي نال هذه المقدرة هو الذي تركها تضيع ليستبدلها بقدرةٍ شريرة. إنه لم يُكتَب أنه رفض البركة، والله أبعدها عنه، بل: "لم يُسَرّ بالبركة، فتباعدت عنه" (مز 109: 17). إذن، لا تظنوا أنّ الله هو منشأ الشرور، لأنّ هذا سيكون لدينونتكم. ولكنّ الشيطان هو الذي اختار بنفسه المقدرة الشريرة والله لم يعرقله. ولهذا أيضًا قيل: "وأحبّ اللعنة فأتته" (مز 109: 17)، وليس أنّ الله هو الذي أعطاها له. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|