رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«رابض بين الحظائر، رأى المحل أنه حسن والأرض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحِمْلِ وصار للجزية عبدًا» (تكوين49: 14، 15) الجسد مليء بالشهوات والرغبات الفاسدة الجامحة التي لا تشبع ولا تكتفي. هذا ما نراه في شمشون، البطل والنذير الأول، والذي كان روح الرب يحرِّكه في محلة دان بين صُرعة وأشتأول (قضاة13). لكننا نرى شيئًا آخر في أعماقه يحرِّكه في اتجاه مضاد. إنه الجسد الفاسد بشهواته. فنراه ينزل إلى تمنة وإلى كروم تمنة، وينزل إلى غزة، وينزل إلى وادي سورق. وفي الثلاث مرات، نزل لأجل امرأة فلسطينية. في المرة الأولى نزل ليتزوج واحدة من بنات الفلسطينيين في تمنة، رغم نصائح والديه؛ فكيف ولماذا يرتبط النذير بفتاة وثنية من أعداء شعب الرب؟ بالأسف كان جوابه: «لأنها حسنت في عينيَّ» (قضاة14: 3). أما المرة الثانية فقد نزل إلى غزة إلى امرأة زانية (قضاة16: 1). وبكل أسف كان يعرف إلى أين ولماذا هو ذاهب؟ ولم يتحذر أو يرتعب. فقد كان مدفوعًا بشهوة الجسد. أما المرة الثالثة فقد نزل إلى وادي سورق وأحب امرأة اسمها دليلة (قضاة16: 4)، وتملَّقته لتعرف سر قوته، وكان يراوغ ويخادع ويكذب ويستعرض قوته ويتحاور، ولم يتحذر. كان تحت تأثير المخدِّر الشيطاني، أو كان قد سكر بخمر الشهوة التي أدمنها. كان يتصرف كأحد السفهاء في إسرائيل، وجلب العار على الشهادة وعلى اسم الرب الكريم. وتحت الإلحاح كشف لها كل ما بقلبه، وعرَّفها بسر قوته، فأنامته على ركبتيها، وحلقت خصل شعر رأسه، وفارقته قوته، ولم يعلم أن الرب قد فارقه. فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه وقيدوه بسلاسل نحاس ونزلوا به إلى غزة، وكان يطحن في بيت السجن. وانتهت حياته نهاية مأساوية إذ مات مع الفلسطينيين، ومات في عز شبابه. والدرس المؤلم أنه ما أخطر تدليل الجسد وإطاعة رغباته. وليس فقط شمشون بل داود أيضًا وهو شيخ، عندما ترك المجال للجسد وشهواته ورغباته، ولم يقمَع هذا الجسد، نراه في وقت الفراغ يصعد ليتمشى على السطح، ويتطلع إلى امرأة ويشتهيها ويضطجع معها، ويحاول تغطية الأمر بعدة محاولات انتهت بقتل أوريا الحثي (2صموئيل11)، وبذلك كسر ثلاث وصايا في الناموس هي: لا تشته امرأة قريبك، لا تزن، لا تقتل. وما فعله كان قبيحًا في عيني الرب. وتبقى الحقيقة أن من يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فسادًا.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|