|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسئولية الأنبياء الكذبة: 13 فَقُلْتُ: «آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ! هُوَذَا الأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ لَهُمْ لاَ تَرَوْنَ سَيْفًا، وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ جُوعٌ بَلْ سَلاَمًا ثَابِتًا أُعْطِيكُمْ فِي هذَا الْمَوْضِعِ». 14 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَلاَ أَمَرْتُهُمْ، وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِل وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ». 15 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ يَكُونُ سَيْفٌ وَلاَ جُوعٌ فِي هذِهِ الأَرْضِ: «بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولئِكَ الأَنْبِيَاءُ. 16 وَالشَّعْبُ الَّذِي يَتَنَبَّأُونَ لَهُ يَكُونُ مَطْرُوحًا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ مِنْ جَرَى الْجُوعِ وَالسَّيْفِ، وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهُمْ هُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَبَنَوُهِمْ وَبَنَاتُهُمْ، وَأَسْكُبُ عَلَيْهِمْ شَرَّهُمْ. "حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم، بل بالسيف والجوع والوبأ أنا أفنيهم" [12]. ليس فقط يسأل إرميا ألا يُصلي لأجلهم، وإنما يرفض أصوامهم وذبائحهم وتقدماتهم (غالبًا ما يقصد بها الحنطة والدقيق والكعك كما جاء في لاويين 2)، لأنهم يقدموها طلبًا للعتق من التأديب، وليس للالتصاق به؛ يخافون الحرمان من الزمنيات ولا يهتمون بحرمانهم من الله، فإنه لا يطلب صلوات الفم والأصوام والتقدمات ما لم تقترن بالتوبة الصادقة والشوق الحقيقي للالتصاق به، والطاعة لوصيته، والتسليم الكامل لإرادته الإلهية. * ها أنتم ترون كيف لا يعتبر الله الصوم صالحًا في ذاته، إنما يصير صالحًا وسارًا متى اقترن بأعمال أخرى... وفي ظروف معينة لا يحسب الصوم باطلًا بل ومكروها. الأب ثيوناس التأديب بالسيف والجوع والوبأ ثالوث مرتبط معًا، تكرر 13 مرة في إرميا، كما تكرر في حزقيال (حز 14: 21) وإشعياء (إش 51: 19) إلخ. وهم علامة اللعنة التي تحل بالشعب في فساده (تث 7: 12-16؛ 32: 23-25)، وأُعطى لداود النبي أن يختار التأدب بإحدى هذه الثلاثة عندما أخطأ (2 صم 24: 13) ويرى W. Holladay أن هذا الثالوث وُجد في التقليد اليهودي الشفوي قبل إرميا. إذ يتحدث إرميا على لسان الشعب يكمل حواره مع الله كمن يُعطي عذرًا للشعب أنهم خُدعوا بواسطة الأنبياء الكذبة. "فقلت: آه يا سيد الرب (اطلع) هوذا الأنبياء يقولون لهم: لا ترون سيفًا ولا يكون لكم جوع، بل سلامًا ثابتًا أعطيكم في هذا الموضع. فقال الرب لي: بالكذب يتنبأ الأنبياء باسمي. لم أرسلهم ولا أمرتهم ولا كلمتهم. برؤيا كاذبةٍ وعرافةٍ وباطلٍ ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم" [13-14]. اتسم هؤلاء الأنبياء بالخداع والكذب، يخدعون حتى أنفسهم، فيظنون أفكارهم الخاصة بهم هي إرادة الله. بينما ينطق إرميا النبي بالحق الإلهي، ولو كان مؤلمًا غير مقبولٍ من الشعب. يتكلم الأنبياء الكذبة بالباطل، إذ ينطقون بالناعمات لإراحة ضمائر الخطاة. الأول يتحدث بلسان الرب ويعلن بأمانة عن إرادته وخطته وتأديباته، أما الآخرون فيتكلمون من عندياتهم. "لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبأون باسمي وأنا لم أرسلهم، وهم يقولون: لا يكون سيف ولا جوع في هذه الأرض، بالسيف والجوع يفني أولئك الأنبياء. والشعب الذين يتنبأون له يكون مطروحًا في شوارع أورشليم من جرى الجوع والسيف. وليس من يدفنهم هم ونساؤهم وبنوهم وبناتهم. وأسكب عليهم شرهم" [15-16]. أولًا: أخطأ الأنبياء الكذبة لأنهم يخدعون الآخرون ولو بكلمات معسولة لإراحة ضمائرهم. ثانيًا: يتنبأون باسم الله الذي لم يرسلهم، فمن جانب يدعون كذبًا أنهم مرسلون منه، ومن جانب آخر ينسبون لله ما يقولونه كذبًا. ثالثًا: كلماتهم المعسولة ليس فقط تعجز عن تقديم راحة صادقة للشعب، وإنما هم أنفسهم أيضًا يهلكون. رابعًا: إن كان المنتمون لهم مخدوعين لكنهم ليسوا أبرياء، لأن الله أرسل لهم أنبياء يشهدون للحق الإلهي، فهم بلا عذر. لقد قبلوا وهم عميان أن يقتادهم عميان، فسقط الكل في حفرة التأديب الإلهي. عندما حذر السيد تلاميذه والشعب من الفريسيين قال لهم: "هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (مت 15: 14). يليق بالمؤمن أن يكون له روح التمييز ليدرك النبي الحقيقي من المخادع. خامسًا: لا يقف التأديب عند الأنبياء الكذبة والشعب، لكن حتى المدينة المقدسة تتنجس بجثث الموتى المُلقاة في شوارعها بلا دفن. سادسًا: الهلاك على مستوى أسرى، فالتأديب يلحق بالرجل كما بالمرأة، وبالوالدين كما بالأبناء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|