25 - 08 - 2023, 12:50 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
"أبر أنت يا رب من أن أخاصمك.
لكن أكلمك من جهة أحكامك.
لماذا تُنجح طريق الأشرار؟
اطمأن كل الغادرين غدرًا.
غرستهم فأصلوا،
نموا وأثمروا ثمرًا" [1-2].
إذ كان إرميا النبي نقيًا في أعماقه، مخلصًا في تصرفاته، ما يتكلم به بلسانه يكشف عما في أعماقه، لذا كان نقيًا حتى في غضبه. إن غضب يشهد للحق الإلهي ويطلب توبة الساقطين ونموهم روحيًا. كيف يكون ذلك وهو يقول:
"افرزهم كغنمٍ للذبح،
وخصصهم ليوم القتل" [3].
في شرهم طلبوا قتله، فصار "كخروفٍ داجنٍ يُساق إلى الذبح" (إر 11: 8). صار ذبيحة حب لأجل الله ولأجل اخوته، فتحول شرهم إلى خيرٍ، وها هو يطلب لهم أن ُيفرزوا للذبح. ربما يتساءل البعض: لماذا يطلب النبي إرميا ذلك لشعبه؟
لا يمكن تجاهل مشاعر النبي الباكي الرقيقة نحو شعبه، وذوبان كيانه الداخلي واعتصاره لأجلهم، فإنه لم ينسَ قط أنه راعٍ، لا يشتهي البلية (إر 17: 16) بل يطلب ما لصالح قطيع الله.
|