رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَالرَّبُّ عَرَّفَنِي فَعَرَفْتُ. حِينَئِذٍ أَرَيْتَنِي أَفْعَالَهُمْ. 19 وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ». 20 فَيَا رَبَّ الْجُنُودِ، الْقَاضِيَ الْعَدْلَ، فَاحِصَ الْكُلَى وَالْقَلْبِ، دَعْنِي أَرَى انْتِقَامَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ. 21 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ أَهْلِ عَنَاثُوثَ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأْ بِاسْمِ الرَّبِّ فَلاَ تَمُوتَ بِيَدِنَا. 22 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: «هأَنَذَا أُعَاقِبُهُمْ. يَمُوتُ الشُّبَّانُ بِالسَّيْفِ، وَيَمُوتُ بَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ بِالْجُوعِ. 23 وَلاَ تَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ، لأَنِّي أَجْلِبُ شَرًّا عَلَى أَهْلِ عَنَاثُوثَ سَنَةَ عِقَابِهِمْ». يدعو البعض هذه المراثي الشخصية لإرميا (إر 11: 18، 12: 6) "اعترافات إرميا" وإن كان البعض يراها "شكاوى إرميا". يرى البعض أن اعترافاته شملت الآتي: (11-18، 12: 6؛ 15: 10-12، 15-21؛ 17: 9-10، 14-18؛ 18: 18-23؛ 20: 7-12، 14-18). ويضيف عليها البعض العبارات: (إر 4: 19-21؛ 8: 18-23؛ 10: 19-23؛ 13: 17؛ 14: 17-18). ينفرد إرميا النبي بين الأنبياء في حفظه مجموعة من الصلوات تقدم نظرة غير عادية عن حياة النبي الداخلية، كما لم يقدمأي سفر نبوي مجموعة من الشكاوي مثل هذا السفر. حقًا لقد عانى الأنبياء من الشعب، لكنهم لم يقدموا تفاصيل مثل إرميا: صرخ موسى النبي إلى الرب قائلًا: "ماذا أفعل بهذا الشعب؟! بعد قليل يرجمونني" (خر 17: 4). وقيل عن صموئيل الذي تألم من الشعب الرافض له: "وصرخ إلى الرب الليل كله" (1 صم 15: 11)، لكننا لا نعرف بماذا كان يصرخ. واشتكى إيليا النبي الشعب لله فقال: "قد غرت غيرة للرب إله الجنود، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1 مل 19: 10). وعبر إشعياء النبي عن مرارة نفسه من جهة الشعب بعبارة فريدة: "إلى متى أيها السيد؟" (إش 6: 11). يرى بعض الدارسين أن اعترافات إرميا بصيغة الفرد نطق بها باسم الشعب كله، تعبر عن مرارة نفوسهم وسط الآلام، إذ كانوا يستخدمونها في العبادة الجماعية. إن كان إرميا النبي قد عبَّر في اعترافاته عن مرارة نفسه لكن لا يمكننا قبول ما يراه بعض الدارسين أن إرميا قد ظن أن الله لم يفِ بوعده بخصوص حمايته، إنما جاءت عباراته كبعض عبارات داود النبي التي يبدو كمن يطلب النقمة لنفسه، وقد سبق لنا الحديث عنها في شرحنا لسفر المزامير. إنها تعبر عن مشاعره البشرية كإنسان له ضعفاته يئن من شدة الألم دون أن يفقد ثقته في الله مخلصه. كما أنه لا يطلب نقمة شخصية، إنما يطلب تأديبًا لمقاومي كلمة الله التي يعلنها النبي. وأن ما نطق به هو نبوات تتحقق كثمرة لشرهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|