فالتفكير أمر جيد، والعقل نعمة امتاز بها الله بني البشر. ولقد أوصانا الكتاب بحسن استخدام الذهن، أي التفكير الواعي العاقل، في مواضع كثيرة (رومية12: 2؛ 1كورنثوس14: 20؛ أفسس4: 17؛ 1بطرس1: 13؛ 2بطرس3: 1). بل إن الرب نفسه فتح ذهن التلاميذ ليفهموا الكتب (لوقا24: 45). وبولس كرر كثيرًا كلمة “أحسب” و“احسبوا” (أي فكروا بطريقة معينة) (رومية6: 11؛ 8: 18؛....). كما يعلمنا الكتاب مبادئ عظيمة في التفكير مثل «وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ، هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟ لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ، فَيَبْتَدِئَ جَمِيعُ النَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِهِ» (لوقا14: 28).
أما الشق الثاني، أي الاعتماد على الرب في تدبير الأمور، فكل ما بين ضفتي الكتاب يعلمنا ذلك، ولا تكفي الكتب الكثيرة لنتكلم عن القليل من تحريضات الكتاب وأمثلته على ذلك، أكتفي بواحدة «أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ» (مزمور55: 22).