رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: ”لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!“. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون... وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»» (مرقس11: 12-21). التينة.. الثمر والورق في اليوم السابق للعن الشجرة دخل الرب أورشليم وقوبل بالترحيب والهتاف الصاخب حتى ارتّجت المدينة كلها (متى21: 8-10). كل هذا كان بمثابة مظاهر كاذبة (ورق) لا ينخدع بها الرب الذي كان ينتظر رؤية ثمر حقيقي في الإنسان؛ فالطبيعي في شجرة التين أن تُخرِج الثمر أولاً ثم الورق، أو الإثنان معًا. فوجود الورق على الشجرة دليل لوجود الثمر. ولكن وجود ورق بدون ثمر دليل عُقم التينة. فالثمر دليل الإيمان بالرب والارتباط بناموسه: «كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا (أولاً) فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا (ثانيًا) لاَ يَذْبُلُ» (مزمور1: 3). والثمر دليل الثبات في المسيح: في يوحنا15، أشار الرب للثمر 8 مرات، ولم يذكر الورق (أي المظهر). فالمسيح هو الكرمة الحقيقية، وينبغي أن يكون كل مؤمن حقيقي ثابت فيه، أي الاهتمام بوجود الثمر لا الورق، الجوهر لا المظهر. والثمر دليل سكني الروح القدس: فصفات المؤمن الجميلة مثل: المحبة والفرح والسلام... يسميها الكتاب «ثمر الروح». فمن خلال ثمرنا، يعرف العالم أننا تلاميذ المسيح، فيمجِّدوا أبينا الذي في السماوات. وفي الثمر نري قصد الله من البداية: ففي جنة عدن، نسمع أول كلمة من الرب لآدم «أثمروا»، وأول عطية له «كُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ» (تكوين1: 28، 29). والدرس: فلنتحذَّر، صديقي القارئ، من الذهاب لأماكن العبادة وممارسة الشعائر والطقوس، والهتاف والتهليل والكلام الكثير في محضر الرب، دون وجود ثمر حقيقي. لئلا يسمع أحدنا القول: «لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ» (رؤيا3: 1). فورق التين دليل فشل الإنسان من أيام الجنة. و“ورق التين مينفعش، ورق التين ميسترش”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|