* "طوبى للحافظين الحق، وللصانع البرّ في كل حين". يحق لداود أن ينطق بهذه الصلاة. فهو نفسه أطاع وصايا الرب، وصنع ما هو حق. لكن لأنه لم يطع ولا صنع برّ في كل حين سقط. لهذا ماذا يقول؟ "طوبى للحافظين الحق، ولصانع البرّ في كل حين"، لكن كن عالمًا أنه لكي تكون مُطَوَّبًا تصنع الحق في كل حين. فإنه ماذا ينفع الإنسان إن عاش لمدة عشرين عامًا في عفةٍ، وبعد ذلك سقط؟ هذه هي رسالة كلمات الأنبياء التالية: "الفضيلة التي يمارسها إنسان لا تنقذه في اليوم الذي فيه يخطئ، والشر الذي يفعله إنسان لا يعثر في يوم رجوعه عن شره" (راجع حز 33: 12). فلا يكون البار واثقًا (في ذاته) ولا الخاطئ يائسًا من خلاصه، فكل منهما يجب أن يخاف ويرجو.
"الصانع البرّ في كل حين". ربنا هو البرّ... طوبى لذاك الذي يصنع البرّ، أي الذي يلد المسيح. كيف نلد المسيح أو البرّ؟ إن كنا نعيش بالبرّ، نحبل به فينا، ويُولد منا، فنكون أمًا للبرّ. طوبى لذاك الذي هو أب وأم للبرّ.