رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* دعنا نتأمل الآن في كلمات الإنجيل التي أمامنا. "فالأردن" يرمز إلى "النزول إلى أسفل". وتقترب كلمة "يارد" (تك 5) من الجانب اللفظي من كلمة "الأردن"، إذا جاز هذا القول. إذ تؤدي إلى نفس معنى "النزول إلى أسفل". "فيارد" وُلِدَ من "مهللئيل"، كما جاء في كتاب "أخنوخ"، إذا تقبَّلنا صِدْق ذلك الكتاب، وذلك في الأيام التي فيها (نزل) أبناء الله، واتخذوا لأنفسهم بنات الناس. فبالنسبة لهذا النزول افترض البعض أن هناك إشارة مبهمة إلى "نزول" الأنفس إلى الأجساد. ناظرين إلى كلمتي "بنات الناس" كتعبيرٍ مجازي عن ذلك المسكن الأرضي. فإذا كان الأمر كذلك، فأي نهر سيكون إليه نزولهم، حيث لابد من أن يأتي المرء للتطهير، نهر ينحدر، لا من خلال نزوله هو، بل بنزولهم هم، أي الناس، إلا مخلصنا الذي يفرز الذين أخذوا أنصبتهم من موسى عن أولئك الذين حصلوا عليها من خلال يسوع (يشوع). فتيار هذا النهر، الذي يتدفق في مجراه يُفْرِحُ مدينة الله، كما ورد في المزامير (4:46). هذه المدينة التي ليست هي أورشليم المرئية، إذ ليس بجوارها نهر، بل كنيسة الله التي هي بلا لوم، المبنيِّة عل أساس الرسل والأنبياء، مع يسوع المسيح حجر الزاوية الرئيسي فيها. لا بد أن نفهم كلمة "الأردن" أنه كلمة الله الذي صار جسدًا وهيكلًا بيننا، يسوع حجر زاويتنا الرئيسي الذي يعطينا إنسانيته التي اتخذها كإرث. هذه إذ قد أُصْعِدَت إلى لاهوت ابن الله، قد غُسِلَت، ثم تقبَّلت في ذاتها حمامة الروح النقية والبريئة، وارتبطت بها إذ لا تستطيع الطيران بعيدًا عنها فيما بعد. العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|