رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سبب رغبة أرميا في الهروب هو فقدان الثقة فيهم، إذ اختاروا لأنفسهم عالم الخداع، خلقوه بأكاذيبهم التي اخترعوها. يرى البعض أن شوق النبي إلى الهروب إلى البرية، إنما يكشف عن حاجة النفس إلى الاختلاء مع الله في البرية، بعيدًا عن ضوضاء المدينة والانشغال بتصرفات الناس التي تبتلع الفكر وتشغله عن التأمل في السمويات والاهتمام بخلاص نفسه. هذا ما دفع كثير من الآباء إلى الهروب إلى البرية، ليس ضيقًا بالناس، ولا احتقارًا للحياة الزمنية، ولكن للتأمل في السمويات مع انفتاح القلب بالحب نحو الخليقة كلها! كثيرًا ما ردد القديس ماراسحق السريانى عبارته المشهورة إن مجرد التطلع إلى البرية يميت في النفس الشهوات الجسدية. وله في "السكون" أحاديث طويلة. يليق بالمؤمن وسط مشاغله أن يهرب كل يوم إلى البرية الداخلية، في أعماق نفسه، ليلتقي مع مخلصه قائلًا مع القديس أغسطينوس إنه يحسب كأنه لا يوجد في العالم سوى الله وهو وحدهما، يناجيان بعضهما البعض في حب مشترك لا يُنطق به! جاء مسيحنا إلى أرضنا، وشاركنا حياتنا الزمنية، لكنه بين الحين والآخر كان يصعد إلى جبل وحده منفردًا ليعلمنا الاختلاء بالنفس في حضرة الرب، ومراجعتها تحت قيادة روحه القدوس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|