فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له:
كيف وجدت نعمةً في عينيك حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة؟
( را 2: 10 )
مباركةٌ تلك اللحظة في تاريخنا، ونحن منفردين في حضرة الرب، إذ ندرك فساد قلوبنا إزاء نعمة قلبه، ونتعلم في تلك اللحظات أنه مهما كنا أردياء، فلنا في قلبه النعمة التي تواجه فسادنا.
إن بوعز طيَّب قلب راعوث، إذ اعترفت بالحق «أنا غريبة». وكأن بوعز يريد أن يقول لها: ليس شيء بخصوصك لم أعرفه «إنني أُخبرت بكل ما فعلتِ» (ع11). وهكذا لم يَعُد في داخلها خوف أن يأتي يوم يُكشف فيه من جهة ماضيها ما يدفع بوعز أن يسترد عطايا نعمته. وهي إذ تحررت قالت: «قد عزيتني» أو ”تكلمت إلى قلبي“ (ع13). إنه لا شيء يمس القلب سوى أن يُربح أو يمتلئ تعزية، وأن نتعلم في حضرة الرب أنه يعرف كل شيء عني وأنه يحبني.