ما أسخف ما سمعته عنك

[walaa farouk]

بسمعِ الأذن سمعتُ عنك..
وما أسخف ما سمعته.
كيف استطعنا أن نسجنك في هذه الصور البالية،
السخيفة والمضحكة أحياناً..
كيف تصورنا أننا نستطيع أن نحدك في مخيلتنا
مهما بلغ بنا الشطط والمغالاة..
كيف جعلنا منك متلصصاً يحكم من هيكل سُلطته
المنعزل هناك في أقاصي السماء، ينظر إلينا من فوق،
حقاً قد انحمقت جميع الكلمات في وصفك،
وانحطت جميع الصور في تخيلك وأنت قريبٌ وبعيد،
متنازل ومتعالي. قد جمعت في ذاتك جميع تناقضتنا.
ولكن...
أليس هكذا ما ينبغي أن يكون عليه الحق-
يقول الحلاج – "لا تحيط به القلوب،
لا تدركه الأبصار،
لا تمسكه الأماكن،
لا يمكن تصوره في الأوهام،
لا يتَخايل للفكر،
ولا يدخل تحت كيف، ولا يُنْعَت بالشرح والوصف"
إذ كيف للحق أن يُمْتَلَك أو ينحشر في عقلٍ.
كيف لتلك العلبة الصغيرة أن تحوي محيطاً.
أليس جدير بأن نُمْتَلَكْ نحن بالحق.
أوليس جدير بك أنت أن تحتوينا.
فكيف لسمكةٍ مهما بلغت ضخامتها أن تدرك
أبعاد بحرها لتقيس عمقه وعرضه وارتفاعه.
ألا نشبه ذلك الصبي الساذج الذي يريد
أن يعبئ البحر كله داخل حفرته الرملية.
ماذا نفعل؟
ها نحن كعميان يتحسسون الحائط بينما ندَّعي
رؤية رحابة الفضاء وضئالة الذرة.
وبين هذه وتلك نفقد جميع حواسنا.
ألا تدركنا أنت وتنقذنا من هذا العبث السخيف.
ألم يحن الوقت بعد لنكف عن السمع عنك ونراك.