يا له من مجد ظهر على سهول بيت لحم في تلك الليلة! لا غرابة إذًا إن كان أولئك الرعاة قد ارتاعوا. إنه لأمر جميل أن يرتاع الإنسان عندما يستيقظ ضميره ويدرك حالته التَعسة كخاطـئ. ومن العلامات التي تُميز غير المؤمنين أن خوف الله ليس قدام عيونهم. ولكن عندما تبدأ النفس تشعر أن الله يتحدَّث معها، يبدأ هذا الخوف المقدس. ولكن ماذا يقول الملاك للرعاة: «لاَ تَخَافُـوا! فَهَا أنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ». ها هي الأخبار السارة تُعلَن لأول مرة على سهول بيت لحم، وإنه لأمر كفيل بأن يُحضر الفرح العظيم. ثم يستمر الملاك قائلاً: «وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وماذا كانت النتيجة؟ نقرأ أنه ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبِّحين الله وقائلين: «المَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَـرَّةُ».