رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ، لأَقْطَعَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ [8]. انشغل داود النبي بأمريْن، الأول أن حياته ثمينة للغاية، ولكل لحظة من لحظات عمره لها ثمنها. لهذا كان يبكر بإبادة كل شرٍ يحاول التسلل إلى قلبه، حتى لا يُثَبِّت الشر رجليه، وتصير له جذور عميقة في داخله. أما الأمر الثاني فإن قلبه هو "مدينة الرب المقدسة"، لن يسمح لدنسٍ ما أن يتسلل إليها. وكما دعونا السيد المسيح: "ملكوت الله داخلكم". وأيضًا قال: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18). يرى القديس جيروم أنه لا يليق التهاون مع الأشرار الذين في الكنيسة -بيت الرب- إنما يلزم حثهم وتوبيخهم على شرورهم لأجل توبتهم. * المدينة هي النفس، كل الأفكار الشريرة هي "فاعلو الإثم" (مز 101: 8)، فإن كنا نهلكها تزدهر ميولنا الصالحة . القديس غريغوريوس النيسي * في اليوم الذي فيه يزول كل الأعداء (الخطايا) يتمجَّد الله كما في يوم عيدٍ، وأمام فشل أعدائنا نبتهج بفرحٍ جليلٍ. هذا على ما أظن ما قصده النبي عندما قال في مزموره: "باكرًا أبيد جميع أشرار الأرض، لأقطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم" (مز 101: 8)، أي يقطع العدو الشيطان الذي يدفع البشريَّة إلى فعل الإثم. عندما نسمع "مدينة الرب" نذكر نفس كل واحدٍ منَّا بكوننا حجارة حيَّة (١ بط ٢: ٥)، تُبنى بفضائل من كل نوع . * إذا حدث ورأيت من يضطهدك في حالة غضبٍ شديدٍ، فلتعلم أنه مدفوع بواسطة شيطان يمتطيه، مما يجعله بهذا العنف وهذه القسوة. "تطردون أعداءكم" (لا 26: 7). أي أعداء غير الشيطان ذاته، هو وكل ملائكته الأشرار، وأرواح الشياطين النجسة (لو 4: 33)؟ لن نطردهم من أنفسنا فقط، بل أيضًا من الآخرين من ضحاياهم. هذا إذا حفظنا الوصايا التي تقول: "تطردون أعداءكم، فيسقطون أمامكم بالسيف" (لا 26: 7). فإذا سَحَق الله الشيطان تحت أرجلنا سريعًا (رو 16: 5)، يسقط أعداؤنا أمامنا (لا 26: 7). العلامة أوريجينوس * يقول القديس باسيليوس الكبير إن مدينة الرب هي الإنسان، لأن الله خلقه على صورته ومثاله. وأما أشرار الأرض وفاعلو الإثم فهم الأفكار الشريرة الخارجة من القلب مثل القتل والفجور والزنا والسرقة وشهادة الزور والتجديف وما إلى ذلك. يجب علينا قتلها وإبادتها من مدينة الرب باكرًا، أي في بداياتها أو في حداثة عمرنا، ولا ندعها تنمو فينا بالأكثر. الأب أنسيمُس الأورشليمي * تنال الفضيلة ضربة قوية عندما ينتصر الشر. لذلك ننال الخير إذا تحمسنا لكلمة النبي، وهي أن نبيد كل صانعي الشر الموجودين في الأرض، في الصباح الباكر، ونُبعد كل الأفكار الشريرة عن مدينة الله (التي هي النفس) (مز 8:101). فينتعش فينا النشاط الخيّر بعد إزالة الشرور من نفوسنا. بذلك يمكننا أن نعيش بعد الموت، لأن واحدًا مما بداخلنا يموت، بينما يحيا الآخر، أي كلمة الله. كما يقول النبي: "أنا أُميت وأُحيي" (تث 39:32). لذلك عاش بولس بعد أن مات، وتقوى في الضعف، واستمر في جهاده وهو مربوط بالسلاسل، وكانت له ثروة في الفقر، وكان غنيًا وهو لا يملك شيئًا، وكان حاملًا في جسده كل حين إماتة الرب يسوع المسيح (2 كو 10:4) . القديس غريغوريوس النيسي في اختصار بدأ المرتل بالعمل البنّاء الإيجابي، وختمه بالجانب السلبي. بدأ بالإعلان عن قلبه أنه بيت الرب المملوء ترنمًا وتسبيحًا. وختم بطرد كل أثر للشر منه، لأنه مقدس للرب! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|