رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو، أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا [6]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "هلم نسجد ونخر أمامه ونبكِ قدام الرب الذي خلقنا". إن كانت الطغمات السماوية تجد سعادتها وبهجتها في السجود أمام الله العظيم في مجده، فإننا نشاركهم سعادتهم بالسجود والركوع أمامه، والبكاء قدام خالقنا. لماذا البكاء؟ إنه ليس بكاء اليأس ولا الحيرة والقلق، لكنه لغة الإنسان العاجز عن التعبير عن مشاعره بلغة بشرية. إنه بكاء الخاطي المعترف بخطاياه، وبكاء النفس المتهللة باللقاء مع مخلصها! تمتزج دموع الندامة مع دموع الفرح. * في كل مرة نحني الركبة ونقوم، نظهر بهذا العمل أن الخطية تطرحنا أرضًا، ومحبة المسيح تدعونا إلى السماء . القديس باسيليوس الكبير * يحثنا ربنا ومخلصنا بالنبي وينصحنا كيف يلزمنا أن نأتي إليه بعد إهمال عظيم، قائلًا: "هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا" (مز 95: 6). وأيضًا "ارجعوا إليّ بكل قلبكم، بالصوم والبكاء والحزن". إن لاحظنا بدقة أيها الإخوة الأعزاء، فإن أيام الصوم الكبير المقدسة تعني الحياة في العالم الحاضر، كما أن عيد القيامة يشير إلى النعيم الأبدي. الأب قيصريوس أسقف آرل * الآن نستطيع أن نهرب. فإذ يمكننا ذلك لنقم من السقوط، فلا نيأس من أنفسنا مادمنا نهرب من الشرّ. لقد جاء يسوع المسيح لكي ينقذ الخطاة. لنأتي ونسجد أمامه متعبِّدين، لنبكي قدَّامه (مز 95: 6). إن الكلمة الذي يدعونا إلى التوبة ينادينا بصوتٍ عالٍ: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28). إنه يوجد طريق للخلاص إذا أردنا "يُبلع الموت إلى الأبد، ويمسح السيِّد الرب الدموع عن كل الوجوه" (إش 25: 8)، أي عن كل التائبين. الرب صادق في كل أقواله (مز 145: 13). إنه لا يكذب عندما يقول: "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 1: 18). إن طبيب النفوس العظيم، الذي يريد أن يحرِّر، هو مستعد أن يشفي مرضكِ، لا أنتِ وحدِك فحسب بل كل الذين أسَرَتهم الخطيَّة. فمنه قد صدر ذلك القول الذي من شفتيه العذبتين المخلصتين قائلًا: "لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى... لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت 9: 12-13) . القديس باسيليوس الكبير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|